باحثون يكشفون أصول الاقتصاد العالمي!
زعمت دراسة أن تجار العصر البرونزي كانت لديهم سوق ذاتية التنظيم سمحت لهم بتداول البضائع في جميع أنحاء أوروبا باستخدام أنظمة الوزن الشائعة.
وكان هذا يعني أن تاجرا قبل 4000 عام، يمكنه السفر من بلاد ما بين النهرين القديمة إلى بحر إيجة ومن هناك إلى وسط أوروبا، دون الحاجة إلى تغيير مجموعة الأوزان الخاصة به لأن أنظمة مماثلة كانت قيد الاستخدام.
ويقول الباحثون إن هذا دليل على وجود شبكة عالمية تنظم نفسها من الأسفل إلى الأعلى، لأنه لا توجد سلطة دولية يمكن أن تنظم دقة أنظمة الوزن على هذه المنطقة الواسعة والمدى الطويل.
وفي أوروبا، خارج بحر إيجه، لم تكن السلطات المركزية موجودة في ذلك الوقت.
وقالت الدراسة إن ذلك يعني أن التجار يمكنهم استخدام وحدة قيّمة في عصر ما قبل العملات المعدنية والفواتير، التي سمحت لهم بالتفاعل بحرية وإقامة شراكات مربحة والاستفادة من الفرص التي تتيحها التجارة بعيدة المدى.
وقال البروفيسور لورنز رامستورف: “من الممكن الآن إباثت الفرضية الراسخة بأن ريادة الأعمال الحرة كانت بالفعل المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي حتى في وقت مبكر من العصر البرونزي”.
وأضاف زميله الدكتور نيكولا إيلونغو: “إن فكرة وجود سوق ذاتية التنظيم موجودة منذ حوالي 4000 عام تضع منظورا جديدا للاقتصاد العالمي في العصر الحديث. حاول أن تتخيل جميع المؤسسات الدولية التي تنظم حاليا اقتصادنا العالمي الحديث: هل التجارة العالمية ممكنة بفضل هذه المؤسسات أم على الرغم منها؟”.
ولتحديد كيفية ظهور وحدات الوزن المختلفة في مناطق عديدة، قارن الباحثون جميع أنظمة الوزن المستخدمة بين أوروبا الغربية ووادي Indus من 3000 إلى 1000 قبل الميلاد.
وأظهر تحليل 2274 أوزانا من 127 موقعا أنه، باستثناء تلك الموجودة في وادي Indus، ظهرت وحدات وزن جديدة ومتشابهة جدا في انتشار تدريجي غرب بلاد ما بين النهرين.
ولمعرفة ما إذا كان التكوين التدريجي لهذه الأنظمة يمكن أن يكون بسبب انتشار الخطأ من نظام وزن واحد، قام الباحثون بنمذجة إنشاء 100 وحدة جديدة.
ومع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل خطأ القياس، دعمت المحاكاة أصلا واحدا بين بلاد ما بين النهرين وأوروبا. كما أظهر أن وادي Indus ربما طور نظام وزن مستقل.