أخبار السودان :
ولاية شمال كردفان تحتاج وقفة الجميع
أحداث كثيرة شهدتها ولاية شمال كردفان في الفترة الماضية ، وظلت الولاية في تراجع مستمر سواء في تقديم الخدمات المتواضعة اصلا ، او حتى في الوضع الأمني الذي كان مضطربا قبل هذه الحرب اللعينة ، التي تشهدها البلد الان ، وعاشت عاصمة الولاية العام الماضي قلقا وخوفا من الانفلات الامنى الذي يرعب الناس . إذ توغلت العصابات المجرمة إلي أطراف المدينة الجنوبية والغربية ، وشكلت تهديدا حقيقيا للناس ، وتم تسجيل انتهاكات واعتداءات وسرقات ونهب مسلح ، بل تم قتل بعض الناس ونهبهم وكانوا في طريقهم الي الاسواق خارج المدينة ، هذا الوضع الأمني الذي أصبح افضل حالا وخفت وتيرة التهديدات التي يتعرض لها السكان ، كل ذلك ترافق مع ترد مريع في الخدمات ، وانهيار في الصحة والتعليم ، وتوفير المواد التموينية للناس ، ونشط تجار الأزمات واذاقوا الناس الأمرين في غياب تام للحكومة ، وجاءت الحرب الحالية وتعرضت الولاية لهزات عديدة وهوجمت عاصمة المدينة ، بل سقط المطار في يد الدعم السريع ، وشهد سوق المدينة فوضي وقتل اعقبه نهب ، ومع ان الجيش صد المهاجمين اكثر من مرة ، الا ان تكرار الهجمات مثل قلقا للناس وفشلا ذريعا للحكومة بلا شك ، ثم وقعت العديد من الحوادث المؤسفة بل والمفجعة من سرقات ونهب واعتداء وحرق وقتل في عدد من المناطق خارج مدينة الأبيض ، وأشهر هذه الاحداث ما شهدته ام روابة والرهد وابوحميرة وفنقوقا وأم جرف ، وربما مناطق أخري ، هذه المصائب التي وقعت على الولاية تلقي أعباء اضافية على الوالى الجديد الاستاذ عبد الخالق عبد اللطيف وداعة الذى تكليفه قبل يومين من قبل الفريق البرهان.
الاستاذ عبد الخالق وداعة ضابط اداري بديوان الحكم الاتحادي ، وقد عمل في مواقع مختلفة منها مدينة الكاملين بولاية الجزيرة التى بدا بها عمله في السلك الاداري ، وتنقل في العديد من المناطق وتدرج في الخدمة حتى وصل إلي درجة مدير تنفيذي بولاية غرب كردفان ، وامينا عاما لحكومة الولاية (الفولة) ، ثم إلي رئاسة وزارة الحكم الاتحادي ، والتي ذهب منها واليا مكلفا لولاية شمال كردفان.
الوالي الجديد من أبناء منطقة سودري ، ويقول بعض العارفين به إنه رجل يعشق التحديات والعمل مع الفريق الواحد
ولا شك ان التحديات الكبيرة التى تعيشها الولاية ستواجه الاستاذ عبد الخالق ، ويجب علي الجميع الوقوف معه حتى تتجاوز الولاية هذا الظرف الحرج.
ولابد من تسخير كل الجهود لخدمة هذا الوطن المكلوم الذي يحتاج الي جميع أبنائه بعيدا عن الوانهم السياسية والجهوية والمناطقية من اجل ان ينهض هذا السودان ويذهب في ركاب الامم المتحضرة والمتطورة.
سليمان منصور