أخبار السودان :
ولاية الجزيرة.. مأساة مركبة
منذ أن دخل الدعم السريع ولاية الجزيرة وأهلها في عناء شديد وبلاء متعاظم ، وقد تم تشريدهم وقتلهم ونهب مقتنياتهم ، وهذا الجانب تم الحديث عنه كثيرا ، واوضح الناس جوانب من هذا البلاء الذي يعيشه مواطنو ولاية الجزيرة ، ولاشك ان جانبا مهما من معاناة أهلنا في الجزيرة سببه تقاعس الجيش وفشله في أداء مهامه وعدم تصديه للدعم السريع وهو يرتكب الفظائع بحق الأبرياء ، ولكن كثيرون غافلون عن جانب آخر مهم جدا من المعاناة وسوف تظل اثاره السالبة تلاحق الناس لمدة طويلة وقد تؤدي لاسمح الله إلى حدوث كارثة إنسانية ومجاعة تطل براسها وتهدد المواطن المسكين في ظل استمرار الدعم السريع في ارتكاب الجرائم وغياب الحكومة وعجزها عن أداء دورها.
ان المخزون من الذرة والقمح والدقيق والسكر وغاز الطبيخ والأدوية وأدوات الإسعاف والمعالجة وغيرها من متطلبات الحياة اليومية قابل للنفاد
والمخيف جدا، والأكثر خطورة هو خروج مشروع الجزيرة الزراعي عن دائرة الإنتاج ، إذ. انه لابد من إستعداد المزارع والتحضير المبكر للأرض وتنظيفها وحراثتها حتي يمكن أن يبدأ الموسم الزراعي ويتم تحقيق إنتاج يقي الناس شر الجوع ، لكن هذا لم يحدث نظراً لعدم وجود الآليات الزراعية وشح الوقود بالإضافة إلي عدم وجود المدخلات الزراعية ، ويؤسفنا القول ان بعض أهلنا في الجزيرة يتخوفون من الفشل في التحضير للموسم الزراعي وهو ما يعيشونه واقعا الان الا ان تحدث معجزة، ونعرف ان توقف البنوك عن العمل وبالذات البنوك المختصة بدعم الزراعة والمزارعين فاقم المشكلة إذ لايوجد تمويل زراعي من خلال المحفظة الزراعية على الاقل خلال العروة الصيفية.
هذه العوامل وغيرها تقول بعدم نجاح الموسم الزراعي القادم مما يعني تعرض ولاية الجزيرة والبلد ككل إلى المجاعة وهذا امر مخيف بلا شك.
ونعرف ان المزارع وهو المنتج الذي يشكل أهم حلقة في عملية الإنتاج غير آمن في بلده ومنطقته ، يضاف لذلك المشاكل التي ستواجه المزارعين خلال مرحلة حصاد المحصول ان تمكنوا من الزراعة اصلا.
هذه الأسباب وغيرها تؤدي إلى فشل الموسم الزراعي والدخول في معاناة جديدة وأزمة خطيرة تجعل المأساة مركبة بكل اسف.
ولاية الجزيرة لم تعد تحمل اسم الجزيرة الخضراء فلا هي خضراء كما عهدناها والزراعة فيها مهددة بالتوقف وهذا يعني بإختصار إنعدام الأمن الغذائي وأننا سنواجه شبح الجوع وسوء التغذية والمرض والخوف عاجلاً أو آجلاء .
سليمان منصور