أخبار السودان :
وقفة مع ذكرى تحرير معتقلي الخيام
رغم كثرة الاخفاقات ومحطات الاحباط في مسيرتنا كامة الا ان هناك نقاطا مضيئة كثيرة عندنا توجب الفخر والاعتزاز ، وتجعلنا نرفع الراس في شموخ ، وننادى بضرورة تكريم أبطال هذه المواقف ، وأولى محطات هذا التكريم ان نجعل نجاحاتهم هذه حية في وجداننا ، وتتعرف عليها اجيالنا جيلا بعد جيل ، ومن هذه الاشراقات تحرير معتقلي سجن الخيام سيئ الصيت ، الذي يجب أن يعرف عنه جيلنا الحاضر واجيالنا اللاحقة الكثير.
انه احد اعتى قلاع التسلط والجبروت ، حيث أقام الاحتلال الاسرائيلى المجرم هذا السجن في بلدة الخيام بجنوب لبنان ، الواقع يومها تحت الاحتلال، وبمعاونة عملائه في مليشيا جيش لبنان مارس أفظع الانتهاكات بحق المقاومين الذين رمى بهم في هذه القلعة المحصنة ، محاولا كسر ارادتهم ، وبث الرعب في اهاليهم ومجتمعهم ، ليخلو له الجو ، ويمارس إرهابه وبلطجته دون اعتراض او مقاومة ، لكن كان الصمود عظيما ، والصبر كبيرا ، والتضحيات محل تقدير المواطنين ، وهم يرون أبناءهم صابرون متحملون لظلم السجان وتعذيبه ، وكان الصغار والكبار من الرجال والنساء ، كانوا جميعا مساهمين في تحدى الاحتلال ، ورفع الروح المعنوية لابنائهم الصامدين في السجن ، حتى إذا ما حانت الفرصة هجم الاحرار لحظة واحدة على السجن ، والعدو يجري مذعورا كالفئران ، وحطم ابناء لبنان غرور وكبرياء السجان بتحطيمهم قلعة السجن ، وتحرير المعتقلين الذين عاش بعضهم سنوات بين جدران هذا السجن ، يتعرضون للتعذيب دون أن يفت ذلك فى عضدهم او يكسر ارادتهم.
لكل المقاومين فى كل مكان ، ولكل المجاهدين والمجاهدات على حد سواء ، وللشعب الذى احتضن المقاومة فى لبنان ، ولكل محبى المقاومة فى العالم ، نجدد التحية والتهنئة بذكرى انتصار المقاومة فى لبنان وتحرير الأرض ، ونقف اليوم مع ذكرى تحرير الأسرى فى يوم 23 مايو 2000 (وقد مر اسبوع على الذكرى الثالثة والعشرين لهذه الملحمة ) ويومها حطم المجاهدون ومن خلفهم الشعب الصامد الصابر أسوار السجن ، وتم تحرير المعتقلين الذين قضى بعضهم سنوات طويلة خلف القضبان وتعرضوا لشتى صنوف العذاب ، وخرج الاحرار واندحر السجان وعملاءه الذين شعروا بالهزيمة ، وادرك العملاء ان اسيادهم تخلوا عنهم ، بل لم يعملوا على أخذهم معهم في هروبهم أمام جحافل الشعب المقاوم الذى لم يرتض ان يبقى الاحرار في السجن.
انها إحدى المحطات التي يجب الاعتزاز بها في مسيرة المقاومة اللبنانية ، ويجب أن تبقى حاضرة فى الاذهان ولايطويها النسيان.
سليمان منصور