وعي الأفارقة يهدد الوجود الفرنسي ببلدانهم
منذ أن حطت أساطيل الجيش الفرنسي بسواحل أفريقيا ، واعتدت على الشعوب فى القارة السمراء ، واحتلت أرضهم ، وسرقت خيراتهم ، ومارست أبشع أنواع الظلم والاستبداد والاستكبار ، منذ ذلك الوقت والى اليوم ، مازالت فرنسا هى هى ، فالافارقة عندها كانهم ليسو من البشر ، والطبقة السياسية فى فرنسا
طوال هذه العقود تواصل ظلمها واستبدادها ، ومازالت خيرات الأفارقة منهوبة ، ومازالت القوات المسلحة الفرنسية تتحكم فى بعض الدول وتمارس الاحتلال غير المباشر من غير حياء ولا اخلاق ، فالمحتل هو المحتل وان تغير الزمن مادامت نفس السياسات قائمة ، وانعدام الاخلاق هو هو لم يغيره تعاقب السنوات ومرور الازمان .
ونعرف ان كثيرا من الناشطين الأفارقة ، والأحزاب والجماعات والهيئات فى هذه القارة ، نادوا بضرورة الانعتاق من الاستعمار الفرنسي ، وسعوا إلى إعلان برامج سياسية ترفع شعارات التحرر ، وحماية القارة من التغول والاستكبار ، الذى تعتبر فرنسا أحد أبرز مصاديقه ، لكن كثيرا من حكامنا بكل اسف يعارضون طموحات شعوبهم فى التحرر والاستقلال والانعتاق ، فهؤلاء الحكام ، أو لنقل أغلبهم ارتبطت مصالحهم بفرنسا ، بل أن كثيرا منهم ، ومع فسادهم واستبدادهم وجبروتهم وتسلطهم على شعوبهم ، ومع عدم احترامهم لرأى الشعوب ، وعدم التزامهم بالديموقراطية ، مع كل ذلك فإن السياسيين الفرنسيين ، وفى نفاق مكشوف ، وتناقض مع ادعاءاتهم مفضوح ، يدعمون هؤلاء الطغاة ، ويثبتون أركان حكمهم ، ويراهنون عليهم كادوات تساعدهم فى استغلال خيرات أفريقيا ، بل نهبها وحرمان أهلها منها .
ومنذ فترة انتفض بعض الحكام الأفارقة ، ودعموا توجهات شعوبهم لنيل الحرية والانعتاق ، والتقت الدعوات الشعبية للتحرر من الهيمنة الفرنسية مع تحركات بعض الحكومات فى هذا الجانب ، وقد رأينا المواقف الصريحة والصارمة للحكومات فى الجزائر ومالى ، التى اصطفت إلى جانب الشعوب ، وهو ما اقلق الفرنسيين الذين يخشون من اتساع دائرة الوقوف ضدهم والتضامن الرسمى والشعبى فى وجههم ، مما يعجل بافول السيطرة الفرنسية على أفريقيا .
وفي محاولةٍ لتكرار تجربة مالي ، تظاهَر بعض مئات التشاديين فى العاصمة انجمينا ، مُردّدين شعارات معادية لفرنسا ، المتهمة بدعم الاستبداد والفساد فى بلادهم ، وارجاء واسعة من افريقيا.
المحلل السياسي التشادي أبو بكر عبد السلام أفاد إن بعض الأصوات في تشاد تنادي برحيل قوة “برخان” الفرنسية التي تدير عملياتها العسكرية من أنجامينا ، مضيفًا أن فرنسا يمكن أن تواجه نفس المصير الذي واجهته في مالي.
ويرى خبراء أن اتجاها عاما يتبلور بين طبقات واسعة من المجتمع المدني والأحزاب السياسية الإفريقية ، يتخذ مواقف واضحة ضد السياسات الفرنسية فى القارة ، وهو ما يعكس تنامي الوعي لدى شعوب وسط وغرب إفريقيا، الأمر الذي يهدد الوجود الفرنسي على المدى البعيد.
سليمان منصور