وسائل الإعلام بين المهنية والتصهين
لا شك أن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما جدا في حياة الناس ، ويؤثر تعاطيها مع الأحداث في صياغة الراى العام في المجتمع ، ومن المؤكد ان الكل يتسابقون على إيصال رسالتهم الى الناس ومخاطبتهم عبر وسائل الإعلام ، لذا يبرز دورها في تغطية مايجري من حولنا ، وتتوزع ولاءاتها مابين خط مؤيد لمحور المقاومة مناصر للمستضعفين مناهض للاستكبار رافض لهيمنة أمريكا وإسرائيل على العالم ، ومجموعة تعمل على المكشوف في خدمة الصهيوني ، ولا تخفي انخراطها في مشروعه ، وهناك قنوات تعمل على حياء ضمن الحرب الناعمة التي يشنها العدو وادواته وما أكثر وسائل الإعلام العاملة بيننا بهذه السياسة.
ويعرف كثيرون – وبشكل واضح – قنوات جادة صادقة تمضي في مشروع التحرر والانعتاق وتناصر حركات المقاومة والمحور ككل وترفض بشكل قاطع العدوان على الابرياء في فلسطين و لبنان وكل منطقة ، وهذه واضحة بحيث لاتحتاج ان نذكر اسماءها.
وكذلك ظهرت العديد من وسائل الإعلام المساندة للعدو المجرم بشكل مباشر المبررة لأفعاله والتي تسعي إلى ترسيخ ثقافة الطعن في المقاومة والدعوة للتعايش مع إسرائيل وهذه كثيرة بكل اسف ، وبعضها يخطو بهذا الاتجاه على حياء محاولا التستر وعدم إظهار وجهه الحقيقي وابرز نموذج يدعي المهنية والمصداقية وهو في الحقيقة وجه من وجوه العدو واداة من ادواته قناة الجزيرة ذائعة الصيت ، وننقل أدناه بوستا متداولا كتبه شخص اسمه محمد الوزيري ، قال :
مثلا ينشر موقع المنار ستة عشر خبرا عاجلا عن إنجازات المقاومة بينما تنشر القناة القطرية الصهيونية ستا وعشرين خبرا عن إنجازات جيش الاحتلال يتخللها انجاز (سخيف) للمقاومة كإصابة جندي وجرح اثنين اخرين فقط.
هذه الدلالات السيكوسيميائية التى تركز على التكرار في الألفاظ والصور لها رهان واحد هو تشويه مجهود المقاومة والتسقيط من قدراتها ثم زراعة الهزيمة المتقدمة في نفوس الجماهير ومن ثم التأكيد على عدم جدوي الاستمرار وتاليب الرأي العام العربي الذي غزاه الاستحمار الديني والسياسي اصلا
وكتب الشيخ محمد الزعبي مايلي :
يبدو أن الإعلام السعودي بكافة أشكاله (العربية، الحدث، الشرق الأوسط، عكاظ…) قرر أن يتصهين علانية، وكنتُ أتحفظ على كتابات ناصر السعيد واتهامه آل سعود بأنهم من أصول يهودية.. ليس محبة بهم أو بتاريخ مجازرهم في الجزيرة والشام والعراق وقطر.. ولكن تحفظي كان حفاظاً على الموضوعية في البحث والحكم ، الإعلام السعودي يقوي طرح ناصر السعيد في كتابه “تاريخ آل سعود”
انتهي كلام الشيخ الزعبي
ونقول لايمكن لمن يكتب في هذا الباب ان يغفل الإشارة إلى قنوات كالعربية واسكاي نيوز وبي بي سي والحرة وفرنسا 24 وام بي سي وغيرها كثير.
وناخذ ام بي سي كنموذج وهي تثير الفتنة هذه الأيام ببثها تقريرا آثار حفيظة كثير من احرار العالم وهو يصف الشهداء الكبار بالارهابيين في اتساق تام مع رؤية العدو وداعميه وعلى رأسهم أمريكا ، وقالت القناة ان العالم ارتاح واستبشر بمقتل من سماهم بالارهابيين، وممن ذكرهم بأسمائهم الشهداء الكرام السيد حسن نصر الله والسنوار وهنية وقاسم سليماني وابومهدي المهندس واخرين من المقاومين الشرفاء الذين تصدوا لمشروع أمريكا وإسرائيل.
ان الحل هو مقاطعة كل الإعلام العبري عربي ومتابعة القنوات الصادقة الواعية بمخططات العدو البعيدة عن خدمته والتامر على الامة
سليمان منصور