رحّب وزير خارجية دولة جنوب السودان (دينق داو) بالمحادثات الجارية بين ممثلي الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” في مدينة جدة السعودية.
وتلبية لمبادرة سعودية أمريكية، أرسل القائدان العسكريان (البرهان وحميدتي) ممثلين عنهما إلى مدينة جدة، السبت، لعقد مباحثات وصفتها واشنطن والرياض بأنها “محادثات أولية”.
وأمس الأحد، أعلنت السعودية أن المحادثات التي انطلقت في جدة بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “ستستمر أياما” للوصول إلى “وقف فعال لإطلاق النار”.
وأكد داو خلال مقابلة معه، الاثنين، في برنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر أن عبد الفتاح البرهان هو قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني، وأن على “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع إدراك ذلك.
وأضاف داو أن رئيس جنوب السودان سلفا كير سيتوجه إلى العاصمة السودانية الخرطوم فور استقرار الوضع الأمني في السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تشهد ولايات بالسودان بينها الخرطوم (وسط) اشتباكات واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى وأوضاعا إنسانية صعبة.
وأوضح داو أن السفير دفع الله الحاج علي مبعوث البرهان أطلع الرئيس سلفا كير على آخر تطورات الأوضاع في السودان، وتابع “الممثل الخاص للبرهان طلب من كير حث حميدتي على وقف إطلاق النار”.
وفي وقت سابق اليوم، قال مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني إن زيارته إلى جوبا تهدف إلى إيصال رسالة من البرهان إلى شقيقه رئيس جنوب السودان.
وأضاف دفع الله الحاج أن ممثل الجيش السوداني في محادثات جدة لن يتطرق إلى أي مسائل سياسية، كما أشار إلى أن الحكومة تبحث مع ممثلي الدعم السريع سبل وقف إطلاق النار والممرات الإنسانية.
وكشف داو عن ترحيب دولة جنوب السودان باستقبال مبعوث عن “حميدتي” إن كان سيسهم في وقف القتال.
ونهاية أبريل الماضي، وجّه كير الدعوة إلى البرهان وحميدتي للحوار في العاصمة جوبا.
كما شدد على أن بلاده ليس لديها معلومات بشأن مشاركة أي قوات أجنبية في الصراع الدائر بالسودان.
وكان داو قد أكد أن بلاده لا تقف إلى جانب طرف محدد من طرفي الصراع في السودان، لأن هذا من شأنه أن يغذي الحرب ويؤجج النزاع، مشيرا إلى أن بلاده تقف وتنحاز إلى الشعب السوداني.
جدير بالذكر أن هناك جالية كبيرة تتجاوز 6 ملايين مواطن من جنوب السودان يعيشون في السودان، كما أن تداعيات الحرب قد تؤثر على نفط جنوب السودان الذي يمر من الأراضي السودانية حتى ميناء بورتسودان.
دعم محادثات جدة
والاثنين، أعلنت أطراف سودانية دعمها المحادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية، بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار.
جاء ذلك في بيانين صادرين عن قوى “الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)” و”الجبهة الثورية”، مع تواصل محادثات جدة لليوم الثالث، وفق إعلان سعودي الاثنين.
وأكدت قوى “الحرية والتغيير” في بيانها أنها “تدعم المباحثات المشتركة بين طرفيها في مدينة جدة السعودية وفق المبادرة السعودية الأمريكية، وصولا إلى وقف لإطلاق النار وحل القضايا الخلافية عبر حل سياسي شامل”.
بينما شددت “الجبهة الثورية” في بيان على أنها “تشيد بمواقف ممثلي طرفي النزاع، القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، في مفاوضات جدة من حيث إقرارهما بتحمل مسؤولية رفع المعاناة عن كاهل المواطنين باتخاذ الإجراءات والترتيبات الأمنية اللازمة”.
ودعت “الجبهة الثورية” التي تضم حركات مسلحة “الطرفين إلى الالتزام الصارم بالهدنة المعلنة، وعدم عرقلة تقديم المساعدات الضرورية”.
وللأسبوع الرابع على التوالي، لزم سكان الخرطوم -البالغ تعدادهم خمسة ملايين نسمة- منازلهم في ظل شح بموارد الماء والغذاء، وسط ذعر وارتباك من الأعيرة النارية الطائشة.
وقال شهود عيان إن دوي الضربات الجوية والاشتباكات سُمع في أنحاء العاصمة الخرطوم، الاثنين.
ويعلق السودانيون آمالهم على المحادثات الجارية في مدينة جدة السعودية لإنهاء قتال أودى بحياة المئات وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد، لكنْ ليس هناك مؤشرات على أن هذا المسعى سيفضي إلى تهدئة دائمة في أي وقت قريب.
المصدر : الجزيرة مباشر