أخبار السودان :
ود مدني.. بعض صور المأساة
احتضنت مدينة ودمدني عشرات الالاف من المواطنين الذين فروا اليها من هول وفظاعة الحرب في الخرطوم ، وفتحت المدينة الوادعة ابوابها للتجار والصناعات وتحولت الى احد اكبر مراكز التسوق ومحطة صناعية وتجارية ينطلق منها العمل الى مدن السودان المختلفة، وحطت منظمات الاغاثة رحالها فيها ورويدا رويدا تحولت المدينة الى احدي اهم المدن السودانية بل اهمها على الإطلاق حتي اذا حدث فيها ما حدث ودخلها الجنجويد وعاثوا فيها فسادا وتغير الحال فاضحت خرابا اذا بالانهيار يلاحق أسواقا في مدن عديدة كانت تعتمد على مدني كسوق ، ومع دخول الدعم السريع للمدينة وانتشار الهرج والمرج والفوضي انهارت الخدمات الصحية فتاثرت الخرطوم سلبا اذ كان طالب العلاج يقصد مدني والان اذا بمرضي الخرطوم مضطرون للتوجه شمالا نحو شندي وعطبرة وصولا الى مروي ، وكل هذا يزيد من معاناة الناس ويفاقم من مشاكلهم لكن من يديرون الصراع لايأبهون لما يحدث ولا اهتمام لهم بمعاناة الناس بكل اسف وهذا ما اثبتته التجارب وقالت به الايام.
وكانت المدينة قبل اجتياحها من قوات الدعم السريع تنعم بالهدوء وتضم بين جنباتها ثلاثة ملايين مواطن تاقلموا (مواطنين اصليين ونازحين) على الوضع وعاشوا معا وفجأة وجدوا انفسهم مابين مضطر ليخرج من المدينة نازحا وفيهم من كانت هذه تجربته الأولى واخرون مازالت تجربة نزوحهم من الخرطوم تعشعش في اذهانهم وثانية وجدوا انفسهم يخرجون ، ومن بقوا في المدينة ظلوا اقلية التزمت بيوتها خوفا من ان يطالها البلاء، ومن مدينة صاخبة ومأهولة بالسكان، بسبب كثافة النزوح تحولت ود مدني بسبب دخول الدعم السريع إلى مدينة اشباح شوارعها خالية من المارة، وحركة السيارات ، كما أغلقت المستشفيات أبوابها مما زاد الأوضاع تعقيدا على تعقيدهاِ
وينقل شهود عيان ان الاوضاع في المدينة اصبحت صعبة والأحوال الاقتصادية اصبحت بائسة.
ويقول المعز الذي يقيم وسط ود مدني، إن الأوضاع ليست جيدة حاليًا، موضحًا: “لا أحد يضمن العودة إلى المنزل، إذا غادر لشراء بعض الاحتياجات من المتاجر في الأحياء التي عادت إلى العمل، لكن في ذات الوقت لا يمكن التطبيع مع الوضع الراهن”.
ويقول أيمن عبد الله، الذي يعمل في غرف الطوارئ بمدينة ودمدني، إن المدينة تعيش مأساة حقيقة بسبب الأوضاع الأمنية وعدم وجود سلطة على الأرض لإدارة أوضاع المدنيين، سوى قوات عسكرية تنتشر في الشوارع وتغلق الممرات.
وأضاف عبد الله، أن السكان الذين يعيشون في ود مدني في الوقت الحالي، “فضلوا البقاء في حيرة من أمرهم حول كيفية التعامل مع الوضع خاصة مع توقف أعمالهم”.
سليمان منصور