ود النورة تستصرخ الضمير الحي
ان العين تبكي بدل الدموع دما وذلك لهول ما وقع على الأبرياء المدنيين في ود النورة بغرب الجزيرة على تخوم النيل الأبيض والدعم السريع يهاجم المنطقة بالاسلحة الثقيلة ولم ينج من هجوم هؤلاء القتلة البرابرة حتى الأطفال إذ وردت شهادات موثقة من المنطقة بارتقاء بعض الأطفال شهداء في هذه المأساة المروعة التي ترقى الى جرائم الإبادة الجماعية و التطهير العرفي وجرائم الحرب ضد الإنسانية.
ولابد ان ننتبه جيدا للحملة الكبيرة التي انتظمت الميديا تبريرا لجرائم الجنجويد والمحاولات المفضوحة للدفاع عنهم والتردد في ادانتهم والبراءة منهم بل رفض ذلك بشكل قاطع وصريح مما يجعلنا نقول وبكل وضوح ان عدم إدانة الدعم السريع والبراءة منه تشكل اشتراكا في جرائمه وبحسب الأثر الشريف فان الراضي بفعل قوم شريك لهم وهل الصمت عن ادانة الدعم السريع الا رضي بفعاله
وان الإنسان ليتعجب جدا من سعي البعض وبشدة لإيجاد الأعذار والتبرير للجرم الذي يقع على الضحايا بدلا عن مواجهة المجرم وادانته.
ونتساءل ومعنا كثيرون ماذا يفعل الناس وقد تقصّدهم المجرمون وهم في بيوتهم وقراهم؟
إنه العدوان الصريح الذي شرع الجهاد لمواجهته ، وان الميت منهم دفاعاً عن بيته وماله وعرضه ونفسه شهيداً رحمة الله عليه وأخزى ظالمه وقاتله ، وعلينا أن لانستهين بحرمة الإنسان.
وإنّ الراضي بهذا الفعل الشنيع والجرم الفظيع، يُعدُّ شريكاً فيه بمنطق الإسلام الحنيف.
ان الدعم السريع ومسانديه يتحدثون عن ان اهل ود النورة كانوا يتجهزون لمهاجمة قواتهم بجبل أولياء، وإن افترضنا أنهم فعلاً كانوا كذلك، فهذا ليس مسوغاً شرعياً ولا اخلاقياً لهذه الانتهاكات.
ان الدعم السريع وقد اعترف بقتل هؤلاء الناس فليبؤ هو ومن يرضى بفعله بهذه الدماء،
ان هذه الجريمة تضاف لسابقاتها من الجرائم ضد الانسانية التي تُسطر في دفتر جرائم مليشيا الدعم السريع.
وتفيد الأنباء ان قوة من مجرمي الدعم السريع تسللت من القطينة تمتطي دراجات نارية مدججة بالأسلحة الثقيلة واطلقت نيرانها المباشرة في مواجهة المدنيين حينما حاولت اقتحام القرية بغرض السلب والنهب و التشفي من العزل بعد ان استهدف تجمعاتها الطيران الحربي بالقرب من منطقة ود النورة و تصدى لها مواطنو المنطقة و واجهتهم بالرصاص الحي.
ان ود النورة المغدورة تستصرخ الضمير الحي وكل احرار العالم وتقول للجميع هنا ذبحت الإنسانية وهنا مورست الإبادة الجماعية.
سليمان منصور