أخبار السودان :
واشنطون تعيق إيقاف الحرب على اليمن
منذ أن اندلع العدوان السعودى الأمريكى على اليمن وحجم التامر على هذا البلد يزداد يوما بعد يوم ، ومع التقدم الكبير والواضح لليمنيين فى ميادين الصراع ونجاحهم فى تحويل التهديد إلى فرصة ، وادراك المعتدى ومن يقف خلفه ان المستنقع اليمنى الذى غرقوا فيه سيقضى عليهم ، مع هذه التحولات فى المشهد والتى فاجات العدوان وداعميه فان مسألة التامر ليست فقط لا تتوقف وإنما يستمر الاستكبار وادواته فى نسج خيوط المؤامرة والعمل على احكامها لعل ذلك يخرجه من ورطته ويوفر له سبيلا ينجح به فى اعاقة اليمنيين وابعادهم عن الانتصار ، ونموذج ذلك نراه فى العراقيل التى يضعها مجلس الأمـن أمام مساعى تحقيق السلام في اليمـن
وقد انكشفت بعض فصول المؤامرة يوم السبت 29 أبريل الذى شهد تحركات غربية لإجهاض اتفاق صنعاء والرياض ، ويأتي ذلك قبيل استئناف جولة جديدة من المفاوضات يتوقع التوصل خلالها إلى اتفاق جديد لتمديد الهدنة.
وافادت مصادر دبلوماسية بان المجلس الذي عقد جلسة قبيل عيد الفطر بشان اليمن شهد خلافات بين اعضائه ما تسبب بتأجيل صدور البيان الرسمي الذي كان مرتقبا في ذات اليوم ، موضحة بان الخلافات جاءت على خلفية ضغط دول غربية للتشديد على ابقاء البلد الذي يتعرض لحرب وحصار منذ ثمان سنوات تحت الوصاية الدولية..
وكان بيان المجلس تضمن لأول مرة منذ سنوات بندا خاصا يتضمن التأكيد على ضرورة ان يكون اي حل في اليمن قائما على المرجعيات الدولية في اشارة إلى قرار مجلس الأمن 2216 والذي تم اسقاطه من قبل السعودية خلال المفاوضات الاخيرة مع صنعاء..
ومن بين الدول التي تضغط بهذا الاتجاه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة إضافة إلى بريطانيا ودول غربية اخرى حيث تهدف من خلال البند لعرقلة مساعي التقارب بين صنعاء والرياض والتي تقودها عمان واطراف دولية واقليمية اخرى.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اللذان فقدا مؤخرا زخم الحراك في ملف اليمن ابديا معارضة للتقارب السعودى اليمنى عبر عمان وشددا على ضرورة ان تبقى المفاوضات تحت رعاية اممية.
على ذات السياق كشفت صنعاء شرطا امريكيا اعاق مساع سعودية سابقة للخروج من مستنقع الحرب على اليمن.
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه واشنطن تحركات مع اقتراب جولة المفاوضات الجديدة بين صنعاء والرياض..
وافاد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله عامر بأن السعودية سعت قبل نحو 3 سنوات للخروج من اليمن، لكن الولايات المتحدة اعترضت حينها عبر وضع شرط يتضمن وجود حكومة صديقة للغرب في صنعاء مقابل خروج السعودية..
واستشهد العميد بن عامر بحديث للسفير الامريكي السابق لدى اليمن جيرالد فيرستاين حينها ، بدلا عن السعودية، حاول من خلالها تبرير الشرط الامريكي بربطه بوجود يمن موحد وملتزم بالعمل مع جيرانه والغرب ويتماشى مع مصالح الولايات المتحدة..
وكانت واشنطن كثفت مؤخرا تحركاتها في ملف اليمن مع اقتراب موعد مفاوضات جديدة بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية يتوقع ان يتم خلالها اعلان اتفاق جديد لتمديد الهدنة..
وحاول المبعوث الامريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ في مقابلته الاخيرة استدعاء اوراق جديدة في اليمن لتعقيد المفاوضات تارة بالحديث عن قضية جنوب اليمن واخرى بتصدير رؤية المجلس الرئاسي الموالي للتحالف جنوب اليمن بشان شكل الدولة مستقبلا في وقت شدد فيه على ضرورة ان تكون المفاوضات يمنية – يمنية برعاية دولية في اشارة إلى رفض المسار العماني للتقريب بين صنعاء والرياض.
سليمان منصور