أخبار السودان :
هيا نبني وطنا متسامحا ديمرقراطيا
وقعت الكثير من الحروبات الصعبة الدامية في عدد من البلدان ، وترتبت عليها العديد من النتائج ، وكانت قاسية وان اختلفت من بلد لاخر.، لكن المؤكد انها اسست في بعض البلدان لتحولات كبيرة اسهمت في بناء هذه البلدان التي كانت بعد الحرب مغايرة تماما لما كانت عليه قبلها .
ويضرب كثيرون مثالا برواندا التي تجاوزت ازمتها العصيبة وتجاوزت محنتها الصعبة وخرجت من الاحن والاحقاد بتجاوز كل مسبباتها مع محاكمة كل متسبب في تأجيج الفتنة واعتبار ان مجرد ذكر ما يوتر الاوضاع او يثير العصبيات جريمة يعاقب عليها القانون.
ايضا هناك من يشير الى الدعوة التي طرحها الزعيم نيلسون مانديلا حول ضرورة التسامي فوق الجراح وقوله ان الاوطان لاتبنى بالاحن والاحقاد والكراهية.
ويلزم ان نتواضع جميعنا على ترسيخ مفاهيم الإخاء والقبول بالاخر والعمل على رتق النسيج الاجتماعي ورفض اى دعوة للشقاق او استهداف القبائل.
وعلينا ان نشق طريقنا لادارة بلادنا وفقا للمنهج الديموقراطي القائم على تمكين اى جهة من طرح رؤيتها والدعوة لها بعيدا عن اى منع ، وهذا لايعني عدم مساءلة من ثبت اجرامه فهذا يجب ان يحاسب بلا شك.
البعض يقول اننا شعب لم ينجح في ممارسة الديموقراطية ولا ينفع معنا غير الحكم العسكري وهذا بلا شك خطا كبير ، اذ ان الديمقراطية لا ترسخ الا بمزيد من الديمقراطية ووعي الانسان بها، وبهذا الشكل نطور تجربتنا الديموقراطية اذ ان تحقيق النجاح في العمل الديمقراطي يتطلب زيادة الفترات الزمنية المتتالية للحكم بواسطة الديمقراطية ، مثلا أربعة سنوات ثم أربعة سنوات دورة أخرى ثم أربعة سنوات ثم أربعة سنوات دورة أخرى الخ وبالتالي تترسخ الفكرة إلى أن يقتنع كل المجتمع بتلك الممارسة وتصبح عادة في الحياة لا يعترض عليها أي شخص.
ويجب أن تحمي الديمقراطية بالقانون ، لان هنالك من لا يقبل الديمقراطية حتى في الغرب الديموقراطي ، كما فعل الرئيس الأمريكي السابق ترامب عندما رفض نتيجة الانتخابات وحاول مهاجمة المجلس الانتخابي ، ولابد ان نعي جيدا ان الديمقراطية لا تنجح إلا بمزيد من الديمقراطية بتعدد الفترات لترسخ في وجدان وعقلية الشعب.
سليمان منصور