هيا معا نقاتل الوحش ونقضي عليه
على نسق حكايات الأطفال ابدع من حكي قصة طوفان الاقصي في طابع أدبي رفيع وبطريقة فنية جميلة ورائعة تدفقت الكلمات تتحدث عن السابع من أكتوبر وكيف تهيأ له الفلسطينيون وكيف جاء وكيف نفذوه وطريقة تعامل العدو معهم وكيف ان الجيران بكل اسف وقفوا موقفا مخجلا مخزيا، ومن الجميل أن نمضي معا لنقرا ابداع من اخرج هذا العمل في ثوب جميل حسن.
وهذا ما قاله كاتب القصة فلنتابع معا هذا الإبداع.
تحت عنوان لماذا لانقاتل الوحش نقرا :
وحش اسود جاء من البحر ، هكذا بدأت القصة، مد جسمه اللزج على ارضنا وبدأ يقضمها قطعة قطعة ، اليوم احدثكم عن القطعة التى حملت البندقية في وجه الوحش، قرر الوحش حصارها ، سبعة عشر عاما دفعنا فيها ثمن طريق البنادق ، حوصرنا وعوقبنا وجوعنا وقصفنا بالطائرات والدبابات والزوارق الحربية
وحين ضاق بنا ظهر الأرض اخترنا باطنها ليتسع الحلم.
قلعت اظافرنا وحنيت ظهورنا واغبرت جباهنا سنوات وسنوات حتي صنعنا مدنا من تراب تحت مدنية من عزة في الوقت الذي عمل فيه رجالنا على تجهيز الانفاق وتأمينها وتذخيرها تسابق أطفالنا وفتياننا إلى حلقات القرآن ومعسكرات التدريب وفهموا الدرس جيدا ، لم يحتج الأمر الكثير من التعبئة فأطفالنا وفي احسن أحوالهم عاشوا خمسة حروب مع الوحش وشاهدوا اشلاء أصحابهم على حيطان بيوتهم ، مسحوا دموع أمهاتهم ، تحسسوا أصابع ابائهم على الزناد ، زرعوا ثارا بعمر الحصار ، كبر الأطفال في بطن هذه المدينة الحنونة فلما اثقلت عبروا عبورهم الكبير.
الفتية الذين آمنوا ان استعادة عين الشمس ممكنة فقأوا عين الوحش.
كان السابع من أكتوبر بداية تحرير فلسطين كما سيقال في المستقبل ، رأينا بلادنا لأول مرة محررة ولو لساعات ، وراينا أنفسنا لأول مرة اسرين مثخنين، ورأينا الوحش اعور اغبر هزيمته ممكنة ، جن جنون الوحش، كيف اخترقت حصونه؟ اين اساطيله؟ كيف قهر الوحش الذي لايقهر ، نفث كل نيرانه علينا ، أكثر من سبعين الف طن متفجر نزلت على رؤوس أطفالنا، قتل عشرات الآلاف وترك بقيتنا بلا اطراف ، مشي بدباباته على اجسادنا وجوعنا حتى صار الطحين دما، تعرفون التفاصيل ولكن ماذا فعل العالم؟ هل حاول إيقاف الوحش؟ كلا ، انسحبت كل منظماته الإغاثية في أول أيام الحرب ، صنع من الوحش حسناء ، مده بملايين الأسلحة والمتفجرات، وصفق له إحدى وثمانين مرة خلال اثنين وخمسين دقيقة ، وماذا عن جيراننا؟ اغلقوا علينا باب المحرقة ، شقوا فتحة بحجم سنتيمتر واحد في جدارهم واخذوا عن كل واحد يعبر ثمانية الف دولار ، مدوا جسورا من البندورة ليطعموا الوحش ، ثم ماذا؟ بكوا قليلا على الشاشات لكنهم منعوا الناس عنا ، سرقوا البنادق والعصي، حتى الكلمات والهتافات حبسوها ، قال قائلهم سامحكم الله لماذا قاتلتم الوحش، عجيب أمركم ، خمس وسبعون عاما والوحش ينهش في اجسادنا جميعا ولايشبع ، كيف لانقاتل الوحش؟ كيف لاتقاتلون الوحش؟ لماذا يعيش حتى اليوم هذا الوحش؟
سليمان منصور