كثيرة هى المواقف المشرفة لامهات المجاهدين والشهداء وصبرهن على ما تقتضيه الظروف من ضرورة غياب فلذات اكبادهن وهم أحياء إذ قد تمر فترات طويلة دون أن يتمكن المجاهد من اللقاء بامه خاصة أن كان يتوقع مداهمة العدو له فى اى لحظة ، وهذا كان حال الشهيد القائد ابراهيم النابلسى الذى نشأ وشب وترعرع مؤمنا بقضيته مدافعا عن بلده مناجزا لعدوه ، وكانت من خلفه عائلة صامدة مضحية مؤمنة بقضيتها تدفع ولدها إلى السير فى طريق ذات الشوكة وتجزم بان الصبر سيعقبه الظفر ان شاء الله.
نزين هذه المساحة بالحديث قليلا عن والدة الشهيد ابراهيم النابلسى السيدة هدى جرار التى لفتت انظار العالم بصمودها وشجاعتها وقوة عزيمتها وثباتها وإرسالها رسائل بالغة الأهمية لقائد المقاومة فى لبنان السيد حسن نصر الله وللمجاهدين فى فلسطين وللعدو الصهيونى المجرم ، وكلها رسائل توضح وعى هذه السيدة ونضجها وصبرها وان هكذا أمهات
هن الذين يصنعن بصبرهن وايمانهن وقوتهن يصنعن الظفر وهاهى ملامحه تلوح فى الافق وحقا ان بعد الصبر نصرا.
والدة الشهيد ابراهيم اكدت على وصية ابنها بضرورة الحفاظ على البندقية وان تستمر المقاومة حتى طرد المحتل وتحرير الاقصى ، وقالت فى رسالتها للسيد حسن نصر الله سر ونحن خلفك وبإذن الله بكم سيتحرر الأقصى ويتحقق النصر الكبير.
ولنا ان نعجب من صبر هذه المجاهدة السيدة هدى جرار ورباطة جاشها وهى تقول انّ الشهيد ابراهيم أخبرها قبل استشهاده بأنه محاصر وبأنه سيستشهد.
وقالت جرار إنها كانت تتوقع استشهاد ابراهيم وتلقّت اتصالاً منه قبل ربع ساعة من استشهاده، مضيفةً أنّ الاتصال معه “كان عاطفياً وأوصاني خلاله بألا أحزن عند تلقي نبأ استشهاده وأنا نفّذت الوصية.
وأوضحت جرار أنّ “هدف الإسرائيلي إذلالنا وإخافتنا لكننا حرائر فلسطين ننجب أبناءنا فداء للأقصى وصبرنا سيزيل الاحتلال
ولفتت إلى أنّ “الاحتلال وجرائمه كانا سببين في إعطاء الشهيد ابراهيم القوة والإصرار على التحرير”، داعيةً “للمقاومة بالنصر وإن شاء الله يتحقق على أياديهم”.
وأكدت والدة الشهيد أنّ “الشهيد ابراهيم رفع رأسي وهو حي ورفع رأسي أكثر عندما استشهد
هنيئا لك ام إبراهيم بابنك الشهيد وبإذن الله بعد الصبر الظفر.
سليمان منصور