الإتحاد الاوروبي واحد من اللاعبيين الاساسين في العملية السياسية، وبالتالي وصول وفد رفيع برئاسة، وزير خارجية فنلندا، بيكا هافيستو، كمبعوث للإتحاد الاوروبي، يدل على اهتمام الاتحاد بمسالة سد النهضة وكذلك النزاع بين السودان واثيوبيا ومحاولة لنزع فتيل الازمة، خاصة أن الزيارة بدأت بالخرطوم ومن ثم اديس ابابا مما يؤكد أن الموقف السوداني دائما في الإتجاه الصحيح بإعتبار أن ما يحصل من نزاع هو استرداد السودان لأراضيه وإنتشار الجيش في حدوده ولم يخترق السودان اي من القوانين الدولية بل العكس، فالتالي وساطة الاتحاد الاوروبي ووصول هذا الوفد من الخبراء فيما يتعلق بالمياه والحدود يدل على أن الاتحاد الاوروبي وغيره من المنظمات الدولية تحاول الوصول إلى حل وتسوية سياسية سلمية بعيداً عن النزاعات والحروب.
اما عن ان هنالك ارتباط بين قضة الحدود وسد النهضة ، لايمكن استبعاد ذلك لان هذا الامر جاء متزاماً مع تعثر جولات التفاوض، كلنا نعلم ان المفاوضات توقفت في أغسطس الماضي نتيجة للتعنت الاثيوبي وكذلك التهديد الاثيوبي بأنها ستمضي قدماً في عملية ملء بحيرة السد في يوليوفهو امر يخالف للاتفاقيات ومخالف للمفاوضات الجارية وهذا ما أكدته الحكومة السودانية في اكثر من مرة وعلى لسان وزير الري والموارد المائية البروفسور ياسر عباس بأنه لابد من الوصول إلى حل ممكن ومرضي للجميع قبل البدء في المرحلة الثانية لعملية ملء بحيرة السد، لكن اثيوبيا استبقت الاحداث وقامت بمناوشات في الحدود الشرقية.
السودان حتى الآن موقفه صحيح ومسنود من الاتفاقيات الدولية وكذلك من القانون الدولي بأن هذه المناطق مناطق سودانية (الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى) ماحدث في السابق هو إحتلال اثيوبي للعدد من المستوطنات بلغت 11 مستوطنة هي في اراض سودانية تتبع للمزارعين السودانيين وبالتالي الدفوعات السودانية هي قوية وربما هذا الامر جعل الحكومة قوية ترسل الكثير من الوفود الرسمية إلى عدد من دول الجوار لمناقشة موقف السودان وتنوير وتبصير دول الجوار العربي والافريقي بهذه القضية.
موقف وزارة الخارجية ووزارة الري صحيح لان القضية تهدد حياة الملايين من المواطنين في النيل الازرق، وطبيعي عندما تشعر بخطر تثير الجهود وحشد الجهود الرسمية وهذا ما يمسى بدوبلوماسية المياه، والسد يبعد عن الحدود السودانية 15 كليومتر فقط وهذا سيؤثر على محطات الطاقة الكهربائية والمياه فلذلك الاتفاق الملزم مهم جداً لتقليل المخاطر.
هذا تصريح وزير الري”
(قال وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، الأحد، إن بلاده اقترحت توسيع مظلة الوساطة في مفاوضات سد النهضة لتشمل الأمم المتحدة.
وأوضح عباس، لدى لقائه مبعوث الاتحاد الأوروبي، وزير خارجية فنلندا، بيكا هافيستو، بالعاصمة الخرطوم، أن “سد النهضة يمكن أن يكون مجالا للتعاون الإقليمي، وتبادل المنافع بدل التنافس والنزاع”، بحسب بيان لوزارة الري السودانية.
وذكر البيان أن عباس “عرض للمبعوث الأوروبي مقترح السودان بضرورة توسيع مظلة الوساطة في مفاوضات سد النهضة لتشمل الأمم المتحدة (الوساطة الحالية يقوم بها الاتحاد الإفريقي).
وزير الخارجية اعتبر اعتماد اثيوبيا للخرائط في حدودها مع ارتريا ونفس الوقت ترفض اعتمادها في حدودها مع السودان، وهذا الخبر
(أكد وزير الخارجية السودانى عمر قمر الدين، أن الإدعاءات الإثيوبية الأخيرة ونقضها لاتفاقية 1902، الخاصة بالحدود المشتركة، بحجة أنها وقعت في زمن الاستعمار، تنافي الصحة.وقال قمر الدين، إن إثيوبيا لم تكن محتلة آنذاك، كما أنها تستخدم ذات الخرائط المتفق عليها دولياً لتحديد حدودها مع إرتيريا بينما ترفض اعتمادها لترسيم حدودها مع السودان، مشددا على التزام السودان بميثاق الأمم المتحدة واعتماد الخرائط الموروثة من الحكم الاستعمارى، وإيمانه بالحوار البناء كوسيلة مثلى لحل الخلافات بصورة سلمية وودية).
توسيع الملف جاء في اطار تبناه السودان هو أن القضايا الافريقية يجب ان تكون حلولها افريقية اولاً واعطاء دور اكبر للخبراء وهذا مارفضته اثيوبيا ومصر. ولأعطاء الملف قوية لحسمه تم توسيع بادخال الامم المتحدة والاتحاد الوروبي وبوجود هؤلاء يمكن ان يحدث اخراق كبير في هذا الملف لان الدول الثلاثة السودان ومصر واثيوبيا كلها اعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.
اثيوبيا بإفتعالها لازمة الحدود مع السودان تريد إشغال السودان وغيره بهذا الملف حتى تتفرق للمرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو المقبل.