سلط كاتب إسرائيلي الضوء على جريمة إعدام ميداني قام بها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، لأب فلسطيني بالرصاص أمام ابنه على حاجز عسكري “طيار”، وهما في طريقهما إلى العمل.
وقال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال بصحيفة “هآرتس” بعنوان “مسموح احتقار الجنود”: “تحت الجسر الذي يقع على الشارع بين “عين يبرود” وسلواد، حدث شيء فظيع؛ حيث أطلق جنود الجيش الإسرائيلي من لواء “كفير” النار على فلسطيني بريء أمام ابنه وقتلوه”، منوها إلى أن “جنود كفير كذبوا لدرجة أن الجيش اضطر إلى التنصل من كذبهم”.
وأكد أن جنود جيش الاحتلال خلال العام الماضي، “أعدموا فلسطينيين لأمور تافهة، ونحن ننتظر ماذا يفعل الجيش بهؤلاء الجنود القتلة الكذابين من لواء كفير، وهذه ليست حادثة القتل (إعدام ميداني) الأولى”.
الشهيد الفلسطيني أحمد حسن كحلة (45 عاما)، الذي أعدم برصاص الاحتلال قرب بلدة سلواد يوم 15 كانون الثاني/ يناير الجاري، من سكان بلدة “رمون” شمال شرق رام الله، يعمل في البناء، هو أب لأربعة أولاد، سافر في سيارته مع ابنه الطالب قصي (19عاما) للعمل في قرية دير سودان، تحت الجسر اصطدما بحاجز طيار لجيش الاحتلال، وهذا يحدث بين حين وآخر، ولكن في هذه المرة، قام الجنود بوقف الحركة كليا وأحيانا بدون أي سبب، باستثناء غريزة الإساءة واستعراض القوة والسيطرة لجنود تم غسل أدمغتهم في سن 19 عاما”.
وأضاف ليفي: “السائقون بدؤوا بإطلاق صافرات السيارات، الجنود ثارت أعصابهم من هذا العصيان المدني، أحدهم قام بإطلاق قنبلة صوت على سيارة كحلة، الذي كان على رأس الطابور، كحلة غضب بسبب المس بسيارته، قام الجنود برش غاز الفلفل على وجه ابنه، وقاموا بإنزاله بالقوة من السيارة ورموه على الشارع وهو مكبل اليدين خلف ظهره”.
وذكر أن “الأب غضب ولم يستطع الصمت على التنكيل بابنه أمام ناظريه فنزل من السيارة، قصي ملقى على الشارع وعيونه معصوبة وتحرقه بسبب غاز الفلفل، فجأة سمع الابن صوت رصاصتين، الجنود الذين كانوا غاضبين على الأب وأطلقوا رصاصتين في رقبته، هم عرفوا أنهم دائما يمكنهم الادعاء بأنه قد حاول خطف سلاحهم أو طعنهم، وقع كحلة على الأرض، وهو مستلق على ظهره والدماء تنزف من فمه وعنقه، وهذه صورة تصعب مشاهدتها، لقد توفي كحلة، توفي في المكان”.
ولفت إلى أن “الجيش الإسرائيلي كعادته، سارع إلى التنصل واختلاق قصة مفبركة ليس لها أي أساس، وهي أن الجنود شخصوا سيارة مشبوهة رفضت التوقف للفحص، المشبوه حاول خطف سلاح أحد الجنود..”، موضحا أن لدى الجيش الإسرائيلي “ترسانة من المبررات المدحوضة لأي عملية قتل (إعدام ميداني)، ووسائل الإعلام العبرية سارعت كالعادة إلى تبني الأكاذيب ونشرها دون فحص، والمتحدث بلسان الجيش أعلن أنه تم إحباط عملية”.
وأفاد الكاتب أن “هذه القصص يتم دفنها بشكل عام بدون أي تحقيق، ما الذي حدث في هذه المرة، هل قائد المنطقة، يهودا فوكس، أمر قائد اللواء، إلياف الباز، بالتحقيق في الحادثة؟ من الصعب معرفة ذلك، ولكن نتائج التحقيق حددت في زمن قياسي، أسبوع واحد، بأن الجنود أطلقوا النار على كحلة بدون أي مبرر”.
وتساءل: “ما الذي سيحدث الآن؟ وماذا يعني القتل بدون مبرر؟ ألا يعتبر قتلا متعمدا، أو على الأقل قتلا، وهي جريمة خطيرة لا مثيل لها في كتاب القوانين؟ لماذا لم يتم اعتقال الجنود الذين قتلوا كحلة؟ القتلة يتجولون بيننا بحرية إلى حين محاكمتهم، هم في نهاية المطاف يمكنهم القتل بسهولة، بالسهولة نفسها التي قتلوا بها الفلسطيني كحلة”.
ونبه ليفي إلى أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين قاموا بإعدام كحلة، “ليسوا مجانين، هكذا علموهم؛ أن يقتلوا المواطنين الفلسطينيين”.
المصدر: عربي21