أخبار السودان :
هزيمة إسرائيل هزيمة للهيمنة الغربية
علينا أن لانغفل عن الماضي وارتباط ذلك بحاضرنا ، ويلزمنا معرفة ان ما نعيشه اليوم من أزمات ومصائب لاينفك عن ماخطط له الأعداء منذ زمن بعيد ، ومن المهم ان يعرف الجميع ما تم عام 1907 وتأثير ذلك علينا، إذ اننا نجني ثماره المرة إلى اليوم ، ففي ذلك العام دعي رئيس وزراء بريطانيا سبع دول أوروبية إلى مؤتمر هام ، وقال للمجتمعين نحن نعيش الان واقعا في انحدار إذ بيننا خلافات كبيرة وتنافس خطير لكن هل تريدون المحافظة على البقاء في القمة ام مواصلة الانحدار ؟ واجاب الجميع بالطبع نريد الحفاظ على التفوق والبقاء على القمة وإيقاف الانحدار والتدهور ، فوزعت في تلك اللحظة خرائط الوطن العربي على الجميع وقال لهم مضيفهم ان هذه المنطقة من المحيط إلى الخليج هى سر قوتنا وضعفنا، هذه المنطقة الان ضعيفة مهلهلة جاهلة متشرذمة يتقاتلون على قطرة ماء لكنهم يمتلكون ، ما لا نمتلك من وسائل القوة وسبل النهضة والتقدم.
فكلهم – الا بعض الاقليات المحدودة – يتبعون دينا واحدا ، ولغة واحدة ، بينما في أوربا عشرات وعشرات المذاهب.
والمتحرك منهم من الكويت (في الشرق) إلى نواكشوط(في الغرب) لايحتاج إلى مترجم ، فهذه المساحة الشاسعة تتكلم لغة واحدة.
وتشرف هذه المنطقة على أوروبا من الشمال وعلى أفريقيا من الجنوب وعلى شبه القارة الهندية واسيا ، وتحتوي على كل المواد الخام التي يحتاجها الغرب ، وتستطيع هذه المنطقة ان تخنق العالم كله من خلال مضيق هرمز ، باب المندب ، قناة السويس ، ومضيق جبل طارق ، وعليه ما لم تظل هذه المنطقة ضعيفة متناحرة متخلفة فلن نبقي متفوقين.
هذه المنطقة تمتلك كل مقومات النهضة فقط تفتقر إلى القيادة الصالحة ومتي ما حصلت عليها ستنهض لأنها تمتلك كل مقومات النجاح.
وخلص المجتمعون إلى قرار هام وهو ضرورة زرع جسم غريب يفصل
المشرق العربي عن المغرب العربي (ولم يسموا هذا الجسم الغريب إسرائيل) ، وهذا الجسم الغريب له ثلاثة أهداف هي : فصل المشرق العربي عن المغرب العربي ، وان يكون ولاؤه للغرب ، والثالث وهو المهم ان يجعل المنطقة في حالة لا توازن ، لان التوازن يولد الاستقرار ، والاستقرار يولد النهضة، ونحن نريد خلق أجواء تمنع نهضة هذه الأمة لان نهضتها ستاتي على حسابنا.
هذا الكلام في مقرراتهم وان لم نقراه فهذا خطأنا ، واذا بالغرب يقرر بالفعل انشاء جسم غريب يفصل المشرق عن المغرب ويوالى الغرب ويعطل نهضة الأمة، فلماذا لم نقرا مقرراتهم وهي موجودة منذ العام 1907، ليت كل الدول العربية تقرر تدريس مؤامرات الغرب علينا ويتم فرض تدريسها في كل المراحل لتعرف الاجيال خبثهم وتتهيا الأمة للوحدة وتفويت الفرصة على عملاء الاستعمار من بني جلدتنا الذين ينفذ بهم خططه لتعطيل نهضتنا ، نحن لم نقرا مقررات الغرب لكن اطلع عليها اليهود وقالوا نحن مستعدون ان نكون الجسم الغريب الذي يمنع تواصل الأمة شرقها مع غربها ونكون على ولاء تام لكم بشرط أن تعطونا ما نطلب ونضمن لكم تعطيل نهضة الأمة وتم الاتفاق بين بريطانيا واليهود على قيام إسرائيل.
لذا لن تقبل بريطانيا وفرنسا والغرب عموما وعلى راسه أمريكا بهزيمة إسرائيل لان في ذلك هزيمة مشروعهم التلسطي الاستعماري الاستكباري.
سليمان منصور