هذا لايليق ياشيخ الامين
بقلم: سليمان منصور
كثيرون يقدمون اعمالا جليلة ويسعون لخدمة أهلهم ومجتمعهم ، وفى هذا خير كثير ، وهو امر يستحق التقدير ، وتختلف الدوافع عند مقدمى الخدمة فمن باحث عن رضى الله تعالى طامعا فى الثواب إلى من بهدف بشكل اساسى إلى رؤية الآخرين عملهم وان يمدحوهم، وهم وان كانوا يرغبون فى الاجر لكنهم يقدمون عليه مدح الناس لهم.
وممن عرفوا بالعمل على خدمة الناس وتقديم العون لهم ومساعدة المحتاجين وايواء الغير وبذل الطعام لهم ، ممن عرفوا بهذه الخصال الحميدة والاخلاق العالية كثير من مشايخ الطرق الصوفية وزعماء القبائل وبعض رجالات المجتمع ، وكثير من هؤلاء يبذلون الخير لايريدون عليه جزاء ولا شكورا وانما يسعون لكسب رضوان الله تعالى ونقول لهؤلاء ربحت تجارتكم فهنيئا لكم.
وفى السنوات الماضية ظهرت شخصيات صوفية مثيرة للجدل ومن هؤلاء الشيخ الأمين عمر الامبن فالرجل عرف بإدخال اساليب جديدة فى الوسط الصوفى المحافظ وظهرت تغيرات سواء فى شكل المريدين ونوعهم او فى طرق الذكر وأداء الشعائر والمراسم العبادية وكل ذلك انقسم حوله الناس بين مؤيد ومعارض او لنقل مستغرب متحفظ ، وفى مرة من المرات انتهج الشيخ خط المواجهة المباشرة مع حكومة المعزول عمر البشير فى سلوك وان لم يتفرد به الشيخ الا انه يبقى مخالفا لما درج عليه غالبية مشايخ الطرق الصوفية فى تعاطيهم مع العمل السياسى والشان العام واعتمادهم مبدأ الحياد وسياسة الناى بالنفس ، ومع اننا لا نرى ضيرا فى اتخاذ شيخ الأمين او غيره موقفا سياسيا مخالفا لما درج عليه الآخرون الا اننا نتوقف مستغربين – ان لم نقل مستنكرين – لما تم تداوله مؤخرا على نطاق واسع عبر السوشيال ميديا لفيديو يظهر فيه الشيخ الأمين وهو يوزع كمية من الأموال على الفقراء والمساكين.
وقال رواد مواقع التواصل الاجتماعى ان الشيخ المثير للجدل قد استقبل فى مسجده اعدادا كبيرة من النساء طالبات العون والمساعدة وهذا فى حد نفسه امر جيد ويستحق عليه الشيخ الإشادة والتشجيع لكنه وهو يقدم لهن الأموال كان يحرص على تصوير فيديو يوثق الحالة والشيخ يسلم المحتاجات مساعدتهن الواحدة تلو الآخرى وهن يدخلن عليه في صفوف منتظمة مما عده كثيرون – وحق لهم – خروجا عن اللياقة ان لم نقل انه ابتعاد عن العمل بصدقة السر التى حضت عليها التعاليم الدينية وايضا هناك خوف من إظهار هؤلاء المتعففات بموضع السائلات المحتاجات وهو ماقد يسبب لهن حرج وان العوز والظرف الصعب ربما اضطرهن للقبول بهذا وهن غير راغبات ، وكان الاجدى بشيخ الأمين ان يعمل على حفظ كرامتهن لكنه بتصرفه الغير لائق هذا بغض النظر عن دوافعه لم يحفظ لهن ما كان عليه حفظه.
تصرف شيخ الأمين هذا تباينت حوله مواقف المتابعين له والمعلقين عليه فمن مشيد به ومادح له مشجع عليه إلى ساخر منه ومنتقد له معترض عليه.
المؤيدون اعتبروه دلالة على كرمه وشهامته وحبه لمساعدة المحتاجين.
بينما يرى منتقدوه أنه بهذا الفعل يقع فى محاذير الرياء والنفاق ، وكتبت إحدى المتداخلات تعليقا ذا معنى وهو تقول له : (المفروض ان لاتعرف شمالك ماتصدقت به يمينك خلي السودان كلو).
ونعود ونكرر ان الفعل فى نفسه حسن لا شك لكنه حتما كان سيصبح افضل لو جاء سرا.