يتعرض محصول الذرة الرفيعة الحيوي في ولاية النيل الأبيض للتهديد حيث يكافح المزارعون من أجل شراء الوقود، الذي أصبح نادرًا بشكل متزايد نتيجة للحرب المستمرة في السودان، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى أكثر من ثلاثة أضعاف. وفي الوقت الذي يتعين فيه على المزارعين أن يحصدوا محاصيلهم الصيفية، وأن يعدوا مزارعهم لفصل الشتاء، فإن أكثر من ثلثي الأراضي الصالحة للزراعة أصبحت بوراً، في حين ينتشر تهريب الوقود.
ويعزو المزارعون ارتفاع تكاليف الحصاد إلى ندرة الوقود بسبب امتداد الحرب المفاجئ إلى الجزيرة التي كانت معبرا لوجستيا مهما للوقود إلى ولاية النيل الأبيض.
وقد ارتفع سعر الديزل، وهو ضروري لمجموعة واسعة من الآلات الزراعية ومضخات المياه، بأكثر من ثلاثة أضعاف من 20,000 جنيه سوداني إلى 70,000 جنيه سوداني لجركن سعة 12 لترًا. لكن المزارعين في ولاية النيل الأبيض يتذمرون من عدم قدرتهم على شراء الوقود اللازم لموسم الذرة الرفيعة القادم.
وقال محمد ضاوي، الأمين العام لمنظمة النيل الأبيض لتنمية الموارد (نورا)، للصحفي النور عبد الله، “في الواقع يجب على جميع المشاريع الزراعية في ولاية النيل الأبيض الآن أن تحصد الذرة الرفيعة من موسم الصيف وتجهز مزارعها لموسم الشتاء.
وأضاف أن “المزارعين هنا يواجهون الآن صعوبة في الحصول على الوقود، خاصة بعد أن سجل الديزل ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار بسبب هذه الحرب العبثية”.
وقالت سمحة عبد المكرم، مدير وزارة الزراعة بالنيل الأبيض الأسبق ورئيس هيئة نورا، إنه “تم زراعة 40 ألف فدان فقط هذا الموسم الشتوي. وهذا أقل من ثلث المساحة المزروعة سابقًا البالغة 100 ألف فدان، والتي كان من الممكن أن تزيد إلى 120 ألف فدان مع توفر المدخلات الكافية.
“الذرة الرفيعة محصول استراتيجي إلى جانب الخضروات التي هي في طور الإثمار. وقالت إن هذه المحاصيل لا تتحمل أي تأخير في استهلاك الوقود.
“إن الـ 3000 جالون من الوقود التي وصلت الولاية مؤخرًا، لا تكفي لسد الاستهلاك في مدينة بحجم كوستي أو ربك، لذلك لم يبق شيء لمضخات الري”.
وتحدث المزارعون مع والي ولاية النيل الأبيض عمر الخليفة، وناقشوا مشاكلهم، بالإضافة إلى مشكلة تهريب وسرقة الوقود “التي تعد من أكبر المشاكل”.
وبحسب قناة النيل الأبيض 24، ناشد الوالي اللجنة الاتحادية العليا لتأمين السلع بتوفير المزيد من الوقود لضمان استمرار خدمات الطوارئ وإنجاح الموسم الزراعي الشتوي.
أزمة الغذاء
تصدر السودان قائمة مراقبة لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) لهذا العام للدول الأكثر احتمالاً أن تواجه أزمة إنسانية متدهورة. يواجه السودان مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي ، حيث يعاني 17.7 مليون شخص – 37 في المائة من السكان – من مستويات الجوع الأزمة (التصنيف المرحلي المتكامل 3) أو ما هو أسوأ. وقد حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من أنه “في مستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي، تتبنى الأسر استراتيجيات تكيف سلبية، مثل بيع ممتلكاتها أو تزويج أطفالها، لتأمين ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجاتها الأساسية. وفي المستويات الأكثر تطرفاً من انعدام الأمن الغذائي، يصبح الجوع والمجاعة حدثاً يومياً.
وحذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في ذلك الشهر من أن ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون الجوع الحاد – أي أكثر من ضعف العدد في نفس الوقت من العام الماضي.
المصدر: دبنقا