شهدت عدد من القرى بمحلية “جبل مون” بولاية غرب دارفور أحداث عنف دامية نتيجة لنشوب صراع مسلح بين مكونات قبلية بالمنطقة، وذلك منذ يوم الأربعاء الموافق ١٧ نوفمبر والأيام التي تلتها. نتج عن هذه الأحداث عدد من القتلى والجرحى وموجة نزوح ولجوء من القرى المتأثرة بالأحداث، إلى كل من مناطق (صليعة) و(كلبس) ومنطقة (برك) بدولة تشاد المجاورة، وكذلك إلى داخل (جبل مون).
- بلغ ضحايا أحداث”جبل مون” (17) قتيلاً و(12) جريحاً من طرفي القتال، فيما لا زالت الأوضاع متوترة هناك، وتتطور ومرشحة لمزيد من المعارك الدامية بين الطرفين.
- في الأسبوع الماضي، وبحسب مصادر صحفية، وقعت أحداث دامية؛ ومشابهة في منطقة “تفلنق”، في شمال كردفان، أسفرت عن مقتل (32) قتيلاً من الطرفين وعدد آخر من الجرحى.
- إنها ذات القضايا الدائمة، نزاع إما حول الأرض أو المرعى أو النهب المسلح، ولكن دخول عامل جديد هو وجود (المليشيات المحليّة) أو (الحركات المسلحة). وتتمثل خطورة هذا العامل الطارئ، وتأثيره في الأوضاع على الأرض، في انحيازه لأحد الأطراف، ولأنه يستخدم أسلحة ثقيلة مثل عربات الدفع الرباعي والمدافع والرشاشات، فإن عدد ضحايا هذه المنازعات المحليّة يرتفع ليصبح عدد ضحايا معركة حربية، وليس مجرد نزاع محلي كان أطرافه يكتفون بالقتال بالأسلحة اليدوية أو السلاح الناري الخفيف على أسوأ الفروض.
- حدث في “جبل مون” وحدث في “تفلنق” إذ انحازت حركة مسلحة أو مليشيا محليّة لأحد الأطراف والمؤكد أن رد الفعل سيكون مزيداً من نزيف الدم السوداني حين يستنجد الطرف الثاني بحركة مسلحة أخرى أو مليشيا لتدافع معه.
- هذه واحدة من الاستثمارات في فوضى الرتب العسكرية و(مليشة المجتمعات المحليّة) التي نتجت عن اتفاق جوبا 2020م، والمطلوب الإسراع في تنفيذ الترتيبات الأمنية لكي يكون السلاح في يد الدولة فقط، لكي يكون هناك جيش قومي واحد؛ ولكي نقطع الطريق أمام مشروع دولة المليشيات الذي هو ليس بعيداً من واقع السودان على أي حال.
• في الأثناء، يتعين التحرك بسرعة لنزع فتيل الأزمة في بؤر الصراعات العديدة في دارفور وفي كردفان قبل أن تتطور وتتعقد بمزيد من الضحايا
المصدر: اليوم التالي