نحتاج سياسة القيم لاقيم السياسة
فى اوضاعنا الحالية نحن أحوج ما نكون إلى الالتزام الصارم بالضوابط فى معالجة وادارة اختلافاتنا السياسية ، والبعد التام عن مجرد ايراد ما يفهم منه أن الانتقاد للسياسى قد تجاوز فعله ومواقفه إلى شخصه وانتمائه العرقى والأثنى ، فهذا الأمر سيتجاوز الشخص الموجه اليه النقد إلى أهله وعشيرته وقبيلته ، وقد يصل إلى شعور اقليمه ككل بأنهم محل استهداف ، ولايخفى الاثر السالب الذى يمكن أن يترتب على ذلك ، فبلادنا كما نعلم تتصف بعمق الأواصر وقوة الوشائج والترابط الوثيق بين العوائل ، مما يعنى أن تناول اى شخص بصورة غير لائقة قد تمتد لتلحق أطرافه ، وهذا بالتأكيد يولد مشاكل نحن فى غنى عنها تماما ، بل نحتاج إلى محاربة اى طريق يودى بنا إلى هذه المهاوى.
ومما يؤسف له ان البعض انحدر وتسافل ووقع فى المحظور ، وعمل جاهدا على أن يخرج بانتقاداته لمناوئيه من حيز السياسة إلى الجانب الشخصى ، وانعكاس ذلك سلبا على المجتمع ، وتحضرنا بشكل واضح هنا انتقادات كثيرين للسياسى منى أركو مناوى ، إذ لم يكن النقد موجها لافعاله ومواقفه ، وإنما انصب على شخصه فى سلوك غير مقبول.
كثير من الناشطين وفى سياق مخالفتهم للرجل سعوا إلى تسقيطه بكل السبل متناسين ان الخلاف لايجيز لنا قط تناول المنافسين السياسيين بصورة شخصية ، ونراهم عمدوا إلى مناوى فوقعوا فيه سخرية وتهكما وسوء ادب تجاوز الرجل ليصل إلى أطرافه وهم لاشان لهم بالموضوع السياسى ، ونتمنى أن يكون الناس واعين لهذه المسالة مدركين لخطورتها وأثارها السالبة على المجتمع ككل.
انتقدوا مناوى او سواه كما شئتم ، واختلفوا فى ما بينكم واعلموا ان إصلاح حالنا المطوب يحتاج إلى سياسة القيم لاقيم السياسة.
سليمان منصور