نجاح ثورتنا فى الإبتعاد عن أمريكا
واهم ساذج من ظن ان أمريكا ستساعده فى الوصول إلى أهدافه دون تدخل فى شؤونه او تحديد المسارات التى يجب عليه ان يمضى عليها.
لانقول ان الدول الاخرى تساعدك لوجه الله تعالى ، لكن أمريكا والاستكبار بشكل عام لايتركك وشانك ، ولايعطيك الحق فى اختيار ما تريده ، بل تتدخل أمريكا فى كل التفاصيل ، وتحدد لك ما تفعله او تتركه ، والضابط فى ذلك بشكل اساسى مرتكزات السياسة الأمريكية ، إذ عليك أن لا تخالفها قط ، وليس من حقك أن تخرج عليها ، ويجب عليك مثلا القبول بالتعايش مع إسرائيل ، والمضى قدما فى طريق التطبيع ، ولابد من رفض تمتعك باستقلالية تجعلك تتخذ موقفا معارضا لإسرائيل وعدوانها ، وليس لك ان تقف بوجه أمريكا ، اوتختلف معها ، هذه هى أمريكا وسياستها الظالمة ، وهاهو الاستكبار ونهجه البعيد جدا عن العدل والانصاف ، وعليه فإن اى تورط فى التنسيق مع أمريكا ، والعمل المشترك معها ، والاستنجاد بها لمناصرة
الثوار فى حراكهم ضد الانقلابيين ، وسعيهم الى تغيير الأوضاع فى البلد ، واعادتها إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب ، اى عمل على هذه الشاكلة يعتبر اجهاضا للثورة ، وتضييعا لها ، ووقوفا بين الثوار والوصول إلى ما يهدفون اليه.
ومما يجب أن نحسب له ألف حساب ، ولاننظر اليه الا بريبة وشك كبير ، بل نجزم انه لايمكن أن يكون بريئا ، ولا نصدق قط انه يهدف إلى مساعدتنا فى إعادة الحكم المدنى وازاحة الانقلابيين وابعادهم عن الساحة ، نقول من هذه المهددات لثورتنا تدخل أمريكا وحشر انفها فى أمورنا ، ونقرأ هذه الأيام ان مساعدة وزير الخارجية الامريكي وفى اطار نشاطها المحموم فى الخرطوم قد جمعت تنسيقيات ولاية الخرطوم فى لقاء وكان الحضور من الجانب الامريكي :
السيدة مساعدة وزير الخارجية ومستشارو مساعدة وزير الخارجية والقائم باعمال السفارة بالخرطوم ومن جانب لجان المقاومة تجمع تنسيقية شرق النيل جنوب ولجان أحياء الحاج يوسف وتنسيقية الأربعين والفيل والموردة والعرضة وبحرى واعتذر ممثلو لجان ام بدة والخرطوم لظروف خاصة واوكلوا زملاءهم فى تمثيلهم والحديث باسمهم.
وقبل الحديث عن ماجرى فى الاجتماع ومضمون التباحث مع الأمريكى نريد أن نثبت موقفنا ونكرر قولنا ان أمريكا لا خير فيها وهى ليست اهلا للثقة فيها وان اى تدخل منها فى اى شان من شؤوننا لن يعود علينا الا بالخسارة فهى شر مطلق وعلينا اجتناب إدخالها فى قضايانا فلا هى تنظر إلينا كند لها ولا حتى كدولة مستقلة حرة تتخذ قراراتها وفقا لما تمليه عليها مصلحتها . ولاتحترمنا وتعطينا الحق فى الوقوف فى الموقف الذى نختاره.
ابعدوا أمريكا عن أمورنا تنجح ثورتنا والا فعلى الجميع السلام.
سليمان منصور