نتنياهو يتحدث عن الأنفاق: دور مصر في حصار غزة وتأمين الحدود
في تصريح جديد، أشار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى فترة حكم الرئيسين المصريين الأسبقين حسني مبارك ومحمد مرسي، مسلطاً الضوء على عمليات تهريب واسعة للأسلحة إلى غزة عبر الأنفاق خلال تلك الحقبة. وأكد نتنياهو أن إسرائيل خاضت عدة حروب لمواجهة هذا التهديد.
من الواضح أن نتنياهو يسعى من خلال هذا التصريح إلى إعادة التأكيد على الموقف الإسرائيلي التقليدي الذي يعتبر غزة تهديداً أمنياً دائماً، ومركزاً لتهريب الأسلحة. ولكن هذه التصريحات تحمل في طياتها رسائل سياسية أخرى، خاصة في سياق العلاقات المصرية-الإسرائيلية.
تأتي تصريحات نتنياهو كإشارة ضمنية إلى التغيرات التي شهدتها العلاقات الإقليمية في فترة حكم السيسي. فمن خلال ذكر مبارك ومرسي، يبدو أن نتنياهو يريد أن يشير إلى أن فترة حكم السيسي تختلف بشكل كبير عن الفترتين السابقتين، خاصة فيما يتعلق بمسألة تأمين الحدود ومكافحة الأنفاق.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تعتبر تصريحات نتنياهو شهادة براءة ضمنية للرئيس السيسي في قضية حصار غزة؟ وهل تعكس هذه التصريحات تغيراً في السياسات الإسرائيلية تجاه مصر تحت حكم السيسي، الذي يُعتبر شريكاً استراتيجياً في المنطقة؟
لطالما كانت الأنفاق وسيلة لتهريب البضائع والأسلحة إلى داخل غزة، وهي تمثل شريان حياة للسكان في ظل الحصار المفروض عليهم. ولكن من وجهة نظر إسرائيلية، تعتبر هذه الأنفاق تهديداً كبيراً لأمنها، حيث تستخدم لتهريب الأسلحة والمقاتلين.
تصريحات نتنياهو تسلط الضوء على هذا الجانب الأمني، وتبرر العديد من العمليات العسكرية التي نفذتها إسرائيل في غزة بهدف تدمير هذه الأنفاق. ولكن يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن اعتبار هذه الأنفاق تهديداً مقارنة بالحاجات الإنسانية التي تلبيها لسكان غزة المحاصرين؟
من المهم هنا أن نلاحظ أن تصريحات نتنياهو تفتح الباب للتساؤل عن الدور المصري في فرض وتشديد الحصار على غزة. فهل كانت مصر، في فترة حكم السيسي، أكثر حزماً في مواجهة تهريب الأسلحة عبر الأنفاق؟ وهل كان ذلك على حساب الحاجات الإنسانية لسكان القطاع؟
بغض النظر عن الدوافع السياسية وراء تصريحات نتنياهو، فإنها تفتح الباب أمام نقاش واسع حول مسؤولية الأطراف المختلفة في استمرار معاناة سكان غزة، ودور الأنفاق في تلبية احتياجاتهم الأساسية.
تصريحات نتنياهو الأخيرة ليست مجرد حديث عن الماضي، بل تحمل دلالات سياسية عميقة ترتبط بالعلاقات المصرية-الإسرائيلية وبالتغيرات التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة. إنها دعوة لفهم أعمق لدور الأنفاق في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولمراجعة السياسات التي تزيد من معاناة سكان غزة المحاصرين.
أحمد هیثم