مواكب التعايش السلمي
أحداث مؤسفة شهدتها ولاية النيل الأزرق ، وتنذر الأوضاع بسوء اكبر ، إذ ان الاخبار تنقل تحركات اعداد كبيرة من قبيلة الهوسا لاستنكار ما اسموه الاستهداف المنظم لاهلهم فى النيل الأزرق ، و هاهى الاخبار تتحدث عن توترات بكسلا ، والخوف من انفلات الأوضاع فى المدينة ، وحدوث ما لايحمد عقباه ، وايضا تتحدث الاخبار عن مسيرات استنكار وادانة لما حدث شهدتها مدن كوستى والأبيض ، وهناك اعلان فى الفيسىبوك عن إقامة مراسم عزاء جامع فى ام روابة ، وفى العاصمة الخرطوم تحرك الموكب السلمى وقيل انه تعرض للقمع وهذا بلا شك امر مؤسف ومحل استغراب كثيرين إذ انه موكب سلمى لا يستهدف أحدا ، ولا يرفع شعارات سياسية ، وإنما انصبت دعوة المتظاهرين على أهمية إزالة اسباب الشقاق ، وحفظ الدماء ، ومنع العدوان ، وترسيخ التعايش المشترك ، والامن والسلم الاهليين ، وهى شعارات نبيلة توجب على الجميع تبنيها ودعمها لا الاعتراض على الموكب كما حدث فى الخرطوم.
جدير بالذكر ان موجة إستنكار عامة قد شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى ، وكان هناك رفض كبير وواسع لما جرى ويجرى فى النيل الأزرق ، ودعوة الى ضرورة التعقل والابتعاد التام عن كل ما من شانه إثارة النعرات ، ورفع مستوى التوتر ، فالاقتتال الذى وقع امر بالغ الخطورة ، ويهدد التعايش السلمى والامن المجتمعى ، ويعود بكارثة كبرى على البلد ككل لاسمح الله ، مما يوجب على الجميع حكاما ومحكومين ، وكل من موقعه ، وبالذات رجالات الإدارة الأهلية ، والقيادات الدينية ، يلزم ان يعمل الجميع صباح مساء ، وبلا توان او تراخ ، ان يعملوا سويا من أجل حقن الدماء ، وتهدئة الأوضاع ، وأزالة كل ما من شانه ان يدفع الامور باتجاه الاقتتال ، ودعوة خاصة نوجهها هنا للناشطين فى مواقع التواصل الاجتماعي ان تحملوا المسؤولية ، واعرفوا جيدا أهمية الدور الذى يمكن أن تؤدوه ، ولابد ان يتبنى ابناء الهوسا والفونج مبادرة إيقاف الاقتتال ، وتوطيد دعائم التعايش السلمى ، والجوار الأمن ، وان يحاربوا معا اى دعوة للفتنة ويحاصروها ، ويقتلونها فى مهدها ، وسيلاحظون مدى النجاح الذى يحققونه ان اخلصوا النية وتوجهوا بصدق إلى تحقيق الأهداف السامية هذه وعلى راسها حرمة الدماء وخطورة التهاون فى هذا الأمر.
وهنا لابد أن نشيد بالبيانات التى ادانت هذه الاحداث ، ودعت إلى ضرورة تجاوز الفتنة ، والتى صدرت عن مختلف الأحزاب والهيئات ، ولجان المقاومة ، وغيرها من الكيانات ، ونتمنى أن تتسع دائرة الرفض والادانة لما جرى ، ولابد ان نتوافق جميعا على تسيير مواكب فى كل المدن تطالب بضرورة العيش المشترك ، وليتنا نسميها بهذا الاسم ، ولا نطلق عليها اسم مواكب الهوسا كما حاول البعض ان يسميها ، باعتبار ان الخارجين فيها من الهوسا ، ويصح ان نسميها مواكب التعايش السلمى ويلزم ان نخرج فيها جميعا ولايقتصر الامر على أهلنا الهوسا فحسب.
سليمان منصور