أخبار السودان:
منذ أن تأسست حركة تضامن على يد الإستاذ المحبوب عبد السلام في 2019، الناشط والقيادي السابق في المؤتمر الشعبي تقول الحركة إنها منفتحة على شروط الديمقراطية في التحالف والبرامج والعمل.مواجهة المحبوب
وفي أول تدشين عملي لمشروعها أعلنت حركة تضامن من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية عن ترحيبها بتوقيع إعلان المبادئ بين الحكومة والحركة الشعبية – شمال، وطالبت بالإسراع في تكوين المجلس التشريعي الانتقالي ، وقالت حركة تضامن، في بيان لها: “نُرحب بإعلان المبادئ بين حكومة الانتقال والحركة الشعبية – شمال”.وأكدت الحركة على أنها “تُقدر الجهود المبذولة في التفاوض بين السودانيين من أجل سلام عادل ودائم في وطن حر وديمقراطي”.مواجهة المحبوب
ووصفت الحركة إعلان المبادئ بأنه خطوة مهمة لوقف الحرب وإقرار السلام، إضافة إلى أنه “اجتهاد مقدر لتحرير المفاوضات من مأزق الثنائية العقيمة بين وحدة السودان وشريعة الإسلام”.
هذا الموقف يكاد يشابه لحد كبير توقيع حزب المؤتمر الشعبي مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق مذكرة تفاهم في العام 2000 ، وكان من مهندسي هذا الاتفاق المحبوب عبدالسلام ويومها واجه الشعبي هجوماً واسع النطاق من التيارات الاسلامية المختلفة ووصفه وزير الاعلام د.غازي صلاح الدين وقتها بأنه تنكر لمبادئه وللمجاهدين وصب جام غضبه على الراحل الدكتور الترابي الذي أعتقل في أول تداعيات للمذكرة ، ومن المؤكد أن هذه المذكرة هي كانت بوابة انفتاح الشعبي على القوى السياسية واعلانه بداية صراعه من المؤتمر الوطني ، وهكذا استطاع المحبوب وعمر الترابي احداث نقلة نوعية قفزت بالشعبي سياسياً.مواجهة المحبوب
من الواضح جدا أن المحبوب أقرب إلى صديقه الحاج وراق الذي يرى أنه إذا أراد الإسلاميون نتيجة مغايرة عن النتيجة المترتبة منطقيا عن طرائق تفكيرهم ومنطلقاتهم الرئيسية، فالحل أن يتواضعوا كمسلمين ديمقراطيين، يستلهمون القيم الدينية، والاستلهام يختلف عن ادعاء امتلاك حقيقة الإسلام بصورة كاملة ونهائية-، وأن يأسسوا استلهامهم على قاعدتي (لا إكراه فى الدين) و(أنتم أعلم بشئون دنياكم)، وعلى الحكمة الإنسانية التى تشكل الديمقراطية تتويجها، كأفضل النظم السياسية للإنسانية المعاصرة.
سعى المحبوب في زياراته المتكررة للسودان بناء تيار من شباب الاسلاميين يؤيده في أفكاره الحداثوية وبالفعل أثر في مجموعات من الشباب وباتوا أثيرين لفكره ولرؤيته ، وعندما جاءت الثورة كانوا في المقدمة وقدموا تضحيات جسام ومنهم هشام الشواني وآخرين ، وفيما شرع المحبوب في تأسيس حركة تضامن حتى وجد تأييداً من قطاعات واسعة منهم ، ولكن ما أن اتخذت تضامن موقفها المؤيد لإعلان المبادئ حتى إنبرى الشواني وطه وآخرين في التصدي للمحبوب متمسكين بأستاذيته ومؤكدين على النقلة التي أحداثها في مسار تطورهم الفكري ، عموماً المواجهة بدأت ولكنها حميدة لأنها ستقود لأول حوار فكري مؤسسي حول قضايا تحتاج لمناقشة من التيارات الاسلامية.
الجريدة