أخبار السودان :
من بركات الطوفان.. فلسطين على كل لسان
عمدت أمريكا والغرب عموما إلى ابعاد الناس لسنوات عن الحق الفلسطيني ، وعملت على فرض رؤيتها بالتعايش مع الوضع القائم ، والقبول باسرائيل كامر واقع لايمكن تغييره ، ومضت تحرض الدول على القبول بالتطبيع ، وتدعوهم إلى ذلك ، وتحثهم وتشجعهم عليه ، وتعد من يمضي معها في خطها بالحوافز ، وفي المقابل تضغط على كل مناوئ لرؤيتها
وتهدده وتضع العراقيل أمامه وتشترط لاتمام اي مشروع معها ان يمر عبر التطبيع ونشطت ما سميت بالاتفاقيات الابراهيمية ، وقد رأينا دولا خضعت وتنازلت عن مواقف يفترض أن لا يتم للتنازل عنها ابدا ، وقد صاحب ذلك او سبقه عمل كبير في الغرب لجعل الرأي العام خاضع تماما السردية الرسمية التي تطرح الفلسطينيين كمجرمين ارهابيين وتصور إسرائيل كدولة حضارية تحترم القانون وتتصدي للتطرف والإرهاب المتمثل في الفلسطينيين ، وشيئا فشيئا ساد الغرب موقف واحد اهم معالمه طمس قضية فلسطين وجعلها غائبة تماما عن الراي العام في الغرب ، وجاء طوفان الاقصي وارتكبت إسرائيل أشد الجرائم فظاعة وقبحا وبدا احرار العالم يتضامنون مع الفلسطينيين ومظلوميتهم ورفع الطلاب المحتجون في الغرب علم فلسطين وهتفوا باسمها وارتدوا الكوفية التي أصبحت معروفة في العالم كشعار للفلسطينيين ، ويمكننا القول ان طغيان اسم فلسطين على ما عداها خلال هذه الأشهر على وسائل الإعلام العالمية وتصدرها نشرات الأخبار واهتمام كثيرين حول العالم بهذه القضية ومتابعة أخبارها ، هذه الخطوات تمثل بلا شك احياء لقضية فلسطين وابقاء لها حاضرة في الاذهان وانهاء لمشروع أمريكا وإسرائيل بجعل فلسطين قضية منسية عند الناس
وبفعل صمود ومقاومة أبناء فلسطين وبالذات النساء والأطفال تغير ما يرتبط بفلسطين بنسبة كبيرة في الذهن الغربي وأيضاً ما يرتبط بالعدو وموقعه ، ومثل مشهد التظاهرات في الجامعات الأميركية والأوروبية التي تحمل اسم فلسطين معلما من معالم انتصار المقاومة والتي هي بالضرورة صورة من صور هزيمة إسرائيل وامريكا ومشاريع التطبيع في المنطقة ، وهذا بلا شك من بركات طوفان الاقصي.
سليمان منصور