من اشراقات مونديال قطر
لسنا في وارد الحديث عن جودة التنظيم والاشادات التي صدرت عن الكل بحق قطر ونجاحها في هذا العرس الرياضي العالمي الكبير فلكل هذا مكانه ، ومع أهمية الانتصارات الكبري التي حققها منتخب اسود الأطلس واقصاءه الكبار وتخطيه العوائق واحدا بعد آخر وصولا إلى ربع النهائي وما زال الطريق مفتوحا أمامهم لحصد المزيد من النجاحات ، اقول لسنا في وارد الحديث تفصيلا في هذا الموضوع مع أهميته ، وهو يستحق ، لكننا نريد الحديث عن احدي الجوانب المشرقة في هذه المنافسة والتي يقف على قمتها بلا شك المنتخب المغربي في جانب بعيد عن الرياضة والكرة والنصر والهزيمة ، ونشير إلى ما تم تداوله على نطاق واسع من ذهاب مدرب المنتخب المغربي الكابتن وليد الركراكى وبعض اللاعبين ذهابهم إلى أمهاتهم وعوائلهم المتواجدين في الملاعب ، يذهبون مهنئين أمهاتهم وزوجاتهم واطفالهم ، وظهور مشاعر طيبة بين اللاعبين واهلهم ، لفتت أنظار العالم الغربي البعيد عن العواطف وروح العائلة والأسرة ، وكانت رسالة المغاربة في الجانب الاجتماعي ابعد واقوي وأفضل أثرا من تفوقهم في الميدان ، على الرغم من أهميته والنجاحات الكبري التي حققها الأبطال.
ومتداول على نطاق واسع ان احد المذيعين الألمان علق على الحدث الابرز في الساحة الا وهو تأهل المغرب للمربع الذهبي فى اول مرة يصل فيها منتخب عربي وافريقي إلى هذا الدور المتقدم ، ونسب المذيع الالماني هذه النجاحات إلى وجود الترابط الاسري الحميم ، وبعد فوز المغرب على البرتغال وصعودها إلى ربع النهائي جدد النجوم المغاربة ومدربهم العهد مع عوائلهم واحتفلوا مع أمهاتهم وزوجاتهم في المدرجات وهم يؤكدون ان دعاء هذه العوائل وخاصة الأمهات كان أحد عوامل تحقيق الانتصارات.
ومن المشاهد المؤثرة في هذا الباب معانقة اللاعب المغربي يوسف النصيري معانقته والده وبجانبه زميله جواد الياميق في نهاية مقابلة المغرب مع إسبانيا والتي انتهت بتأهل المغرب إلى دور الثمانية… وكذلك اللقطات الأخرى لأشرف حكيمي وسفيان بوفال وحكيم زياش وهم يحتفون بالنصر مع أمهاتهم وزوجاتهم واطفالهم ، وقد كان بعض الغربيين صادقين مع أنفسهم وهم يقرون ان الغرب افتقد هذه المشاهد الحميمية مع العائلة التي لم تعد موجودة في المجتمعات الغربية وحلت محل هذه القيم الأخلاقية الراقية صفات سالبة كالأنانية والمثلية الجنسية والتفكك الأسري وعدم الاهتمام بالوالدين بل رميهما في الملاجئ.
هذه بعض اشراقات مونديال قطر وتستحق ان تسلط عليها الأضواء فهي جديرة بالاهتمام بها والثناء عليها.
سليمان منصور