من أحمد قصير إلى اليوم المسيرة ماضية
ونحن نعيش عهد التضحية والفداء وانتصار الدم على السيف ، فإن اي حديث عن الشهادة والشهداء لابد أن يشير اولا إلى فاتح عهد الاستشهاديين في المقاومة الإسلامية وأميرهم ومعبد هذا الطريق على خطي قادته الشهداء من الائمة والاولياء ، ولايمكن الحديث عن عصر الشهادة والشهداء والدور الذي أرسته هذه الدماء إلزاكية والنصر الذي تحقق طوال هذه المدة وركائز هذا النصر التى ثبتت قوية في أرضنا ويستحيل اقتلاعها وتظل تعطي كل يوم نصرا وعزا وفخرا ووقودا يستمد منه المقاومون في كل الجبهات القوة على المضي في المسيرة ، نقول لايمكن ونحن في غمرة شعورنا بالعزة والكرامة ، والمقاومة في كل الجبهات تقدم الشهيد تلو الشهيد وهم يرسمون معالم النصر لايمكن أن نغفل الحديث عن فاتح عصر الاستشهاديين الذي اتخذت المقاومة الإسلامية في لبنان من يوم استشهاده يوما للاحتفاء بشهدائها ، انه الشهيد البطل احمد قصير الذي ابتدر عمليات الاستشهاديين قبل اثنين واربعين عاما حينما قاد سيارته المفخخة واقتحم بها مقر إدارة الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور بجنوب لبنان مدمرا المبني المحصن
في عملية مرغت أنوف الاحتلال بالتراب.
وكان الاستشهادي أحمد قصير قد اقتحم بسيارته المفخخة، في 11 نوفمبر من العام 1982، مقر الحاكم العسـ.ـكر ي “الإسرائيلي” في صور، في عملية وصفت بالأقوى وبالأنجح في تاريخ المقاومة لناحية عنصـرَي المفاجأة والدقة اللذين اتسمت بهما.
وهاهي مسيرة الشهادة والشهداء ماضية تسجل كل يوم نصرا للقضية وتلفت أنظار المجتمعات في الغرب إلى مظلومية شعب فلسطين وان ابناءه وعموم أبناء محور المقاومة يبذلون دماءهم وبجودون بأنفسهم – والجود بالنفس أعلى غاية الجود – في سبيل تحرير أرضهم ورد كيد المعتدي وطرد الاحتلال الغاشم ، ولاشك ان استمرار مسيرة الشهادة والشهداء تعطي دفعا مستمرا لكل الاحرار على الأرض وهم يقاومون الظلم ويتصدون له ويناصرون المظلومين اين كانوا.
في عصر الشهادة والشهداء حري بنا ان نشير بفخر الى هؤلاء الابطال الذين مهدوا بدمائهم الزكية طريق النصر والظفر وقد لاحت معالمه واتضحت صورته وعلا ضجيج العدو ومن يؤيدونه لانهم يرون ان ارتقاء الشهداء لايزيد المقاومة و المقاومين الا تصميما على بلوغ الهدف وماذلك ببعيد
التحية لفاتح عصر الشهادة والاستشهاديين الشهيد احمد قصير الذي غير بعمليته المباركة والمهمة وجه التاريخ وكتب في الحادي عشر من نوفمبر 1982 خطة انتصار المقاومين وهزيمة إسرائيل ومايحدث الان هو جزء من غرسه المبارك ونتيجة لشهادته في ذلك اليوم.
سليمان منصور