استنكرت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، إطلاق سراح قاتل الشهيد حنفي عبد الشكور دون إبداء أسباب بعد إدانة بقتل العمد. وقالت منظمة الأسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، في تصريح صحفي، “إن ثورة انطلقت لإعادة الهيبة لمؤسساتنا العدلية التي أجهز عليها نظام الإنقاذ بإفساده لها أولاً، ومن ثم بالقضاء على قيمة العدل وإفراغه من مضمونه ثانياً”. وأضافت “في ظل الإنقاذ كان العدل يُقامُ بين الضعفاء وعامة الناس فقط، والمجرمون الحقيقيون فديدنهم كان ليس الإفلات من العقاب فحسب، وتابع إنما عدم الوصول إلى محطة التقاضي أصلاً، (إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد)، فهلكت الإنقاذ وأهلكتنا معاها”. وقالت في بيان إن اللجنة الأمنية استولت على السلطة بإنقلابها على حكومة الفترة الانتقالية في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، سارت أبعد من الإنقاذ، إذ أنها تمارس القتل والسحل والاعتقال والتعذيب والاغتصاب من غير رادعٍ من قانون أو حتى اكتراثٍ بعدل، وبإطلاقها سراح قاتل (الشهيد: حنفي عبدالشكور) فإنها تُعطي ضباطها وعساكرها وميليشياتها الضوء الأخضر، بأن افعلوا ما بدا لكم فإن العدل في إجازة، اقتلوا من شئتم كما شئتم، رمياً بالرصاص أو دهساً بالمدرعات أو تعذيباً بالمعتقلات فإن القضاة نحن، والحكم نحن، أما الخصم فلا معين”. وأكدت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة عدم التخلي عن حق الشهداء، مؤكدة أن الحصول على القصاص العادل هو هدفهم الذي لن يحيدوا عنه. وأوضحت “وفي ظل منظومةٍ عدلية يتحكم فيها هؤلاء الانقلابيون نعرفُ بأن ذلك ليس ممكناً، ونعلمُ تماماً أن مسعاهم الأول والأخير هو الإفلات من العقاب لكن هيهات”. وجدد عزمها بأنها ستظل تناضل مع الشرفاء من بنات وأبناء البلاد، المؤمنين بمبدأ العدالة حتى إسقاط الانقلاب وإقامة العدل أولاً وقبل كل شيء. وقالت إن ما تم من إجراءٍ بإطلاق سراح المتهم (الرائد بقوات الدعم السريع)، وعدم تمكن المحامين من الحصول على قرار المحكمة للطعن فيه، يدق آخر مسمار في نعش الدولة السودانية التي تترنح بفعل الانقلاب، ويؤكد هذا الفعل نزع آخر غطاءٍ كان يغطي سواءتهم، مضيفة “فإذا لم نسقط هذا الانقلاب اليوم قبل الغد، فما ينتظرنا إلا المزيد من الدماءِ والدموع من غير رادعٍ ولا رقيب”. وأضافت أن منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة ستظلُ تحفرُ في خندق العدالة حتى يتحصل كل مجرمٍ على جزائه العادل، ونضالهم في سبيل تحقيق ذلك لن يتوقف ما داموا أحياء.
المصدر: الجريدة