منصات التواصل الاجتماعي والتحريض ضد داعمي فلسطين: الشيخ الخليلي نموذجا
تشهد منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة موجة غير مسبوقة من الهجوم والإساءات التي يتعرض لها كل من يجرؤ على دعم غزة والمقاومة في وجه الجرائم الإسرائيلية. هذا المشهد يتكرر وبشكل مقلق في دول الخليج، حيث يلاحظ أن العديد من المغردين يتخذون مواقف عدائية تجاه من يعبر عن تضامنه مع الفلسطينيين أو المقاومة بشكل عام. وآخر ضحايا هذا الهجوم كان الشيخ أحمد الخليلي، الذي تعرض لسيل من الانتقادات الجارحة والإساءات لمجرد تعبيره عن تضامنه مع الشعوب المظلومة في غزة ولبنان واليمن.
الشيخ الخليلي لم يكتفِ فقط بالتضامن، بل ذهب أبعد من ذلك في الإشادة بقدرات جماعة أنصار الله “الحوثيين” عقب قصفهم لتل أبيب. هذا التصريح تحديدا أثار حفيظة بعض المغردين، خاصة من دول الخليج، الذين لم يترددوا في توجيه الإساءة له باستخدام ألفاظ بذيئة وفبركة صور تهدف للنيل من شخصيته ومكانته الدينية. مثل هذه التصرفات لا تعبر فقط عن مستوى من التعصب، بل تكشف أيضا عن انحراف في البوصلة الأخلاقية والسياسية لبعض الشرائح المجتمعية.
إن مناصرة المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي ليست جريمة، بل هي واجب إنساني وأخلاقي، ولا ينبغي لأي فرد أن يُهاجم أو يُهان بسبب موقفه المعادي للاحتلال ودعمه للمظلومين. الاستنكارات المتكررة للجرائم الإسرائيلية في غزة تُعتبر صوت الضمير الحي في الأمة، بينما أولئك الذين يهاجمون هذا الموقف يتجاهلون حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة.
يتعين على الجميع أن يعوا أن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام أخلاقي تجاه الإنسانية وحقوق الإنسان. وفي الوقت الذي يزداد فيه العدوان الإسرائيلي، يتطلب الأمر مزيدا من التكاتف والتضامن، لا الإساءة والتفرقة.
أحمد هیثم