قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إنّ نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، اقترح عليه التحالف ضد الجيش لفصل دارفور عن السودان، وشدد على رفضه لهذه الدعوة وتمسكه بوحدة السودان.
وبعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، أشارت تقارير متعددة إلى لقاءات بين حاكم دارفور ونائب قائد قوات الدعم السريع في العاصمة التشادية انجمينا.
وفي مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية خلال زيارته لباريس مؤخرًا، أوضح مناوي أن زياراته المتعددة إلى انجمينا كانت تهدف للبحث عن السلام والمحافظة على العلاقات الطيبة بين تشاد والسودان.
وأضاف أنه في يونيو 2023، جرت لقاءات بينه وبين عبد الرحيم دقلو، نوقشت خلالها مواضيع كثيرة واستمرت لأكثر من 3 أيام، “واختلفنا حول طرحه القاضي بفصل دارفور من السودان، واقترح عليّ الانضمام إليه لانتزاع دارفور من يد الجيش”.
واختتم مناوي حديثه بأن عبد الرحيم كان يتهرب من الرد على سؤاله حول الغاية من هذا الانفصال.
ونشرت تقارير عديدة منذ اندلاع الحرب حول أجندة وتدخل خارجي لتقسيم السودان مجددًا وفصل إقليم دارفور الواقع في غرب السودان، إلا أن اتهامات مناوي هي الأولى من نوعها في القول بأن هناك مخططًا يرمي لتحقيق هذه المرامي.
واستفسرت “سودان تربيون” من قيادي رفيع بحركة تحرير السودان عن مدى اتصالات قوات الدعم السريع بهم في الماضي حول فصل إقليم دارفور. وأكد المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، على صحة تصريحات مناوي حول نوايا قادة الجماعة شبه العسكرية.
وقال إن قياديًا نافذًا في قوات الدعم السريع اتصل به وأخبره بأن مسؤولين من المجتمع الدولي يتواصلون معه ويستفسرون عن إمكانية فصل دارفور وتكوين دولة قابلة للحياة. “وأوضح القيادي بالدعم السريع أنه من جانبه يرى إمكانية قيام دولة في دارفور إذا ما اتفقت المكونات الرئيسية القوية في الإقليم على ذلك، مشيرًا إلى العرب والزغاوة والفور”.
وفي تصريحاته للراديو الفرنسي، أفاد مناوي أنه دعا المسؤولين الفرنسيين لحث تشاد على التوقف عن السماح بدخول السلاح المرسل من الإمارات العربية المتحدة إلى الدعم السريع عبر أراضيها، كما أنه أثار استخدام ميناء دوالا في الكاميرون في الدعم اللوجستي الذي يصل دارفور عبر معبر أدرى الحدودي.
ومن جانبه، نفى مستشار قائد الدعم السريع، إبراهيم مخير، صحة هذه الاتهامات، مشددًا على أن القائد الثاني للدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، أكد في أكثر من مناسبة بأن وحدة السودان “هدف استراتيجي”.
وتابع: “كل من يظن أنه سوف يحتمي بالجغرافيا سواء في مثلث حمدي أو في دولة البرهان ليس له من مخرج سوى الاستسلام لإرادة شعبنا في تحقيق سلام دائم عبر الحوار السياسي”.
وشدد مخير على أن قوات الدعم السريع هي تنظيم قومي يرفض تصنيفه بالجهوية أو العرقية، وأن قواته تقاتل اليوم في جميع أرجاء البلاد.
“إن قوات الدعم السريع موجودة في الجزيرة وفي النيل الأزرق كما هي موجودة في كردفان ودارفور، وتقدم التضحيات دون تردد تدفعها رغبة أبناء السودان كافة في التحرر من التخلف والتطرف الذي يشدنا إليه الإسلاميون والانتهازيون”.
ويقوم مناوي حاليًا بجولة أوروبية تهدف لحث الدول الأوروبية على تقديم المزيد من الدعم الإنساني للبلاد والعمل على إيقاف الحرب في السودان.
وقال مناوي لراديو فرنسا إن الجانب الفرنسي لديه اهتمام كبير بالوضع في السودان، وناقش كيفية إيقاف الحرب وإيصال الإغاثة للمدنيين والإسقاط الجوي للإغاثة في الفاشر المحاصرة من قوات الدعم السريع.
وفي نوفمبر 2023، أعلن عدد من الحركات المسلحة في دارفور الموقعة على السلام عن انخراطها في القتال إلى جانب الجيش السوداني بعد سيطرة قوات الدعم السريع على جميع أرجاء دارفور عدا الفاشر، وارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في الإقليم.
المصدر: الراكوبة