لم يكن يوم الأمس يوماً ثورياً مثل سائر الأيام التي تشهد تصعيداً ثورياً في السابق، لكنه هو اليوم الذي شهد تحولاً ملحوظاً في طبيعة الحراك الثوري ، مثلما أقر بذلك كل المراقبين، حيث كان الثوار في قمة التنظيم والتنسيق لقيادة العمل الميداني، وهو الأمر الذي أظهر مواكبهم للأمس تبدو وكأنها تسير وفق خطة مرسومة بدقة، هذا بجانب أن الثوار أظهروا هذه المرة قدرة هائلة في الصمود والبسالة والتحدي الجسور، رغم إفراط السلطات في استخدام العنف في مواجهتهم، وكذلك كانت شعارات السلمية هذه المرة تحكم الحراك تماماً، حيث كانت المواكب تملأ الشوارع بينما كانت المحال التجارية في الأسواق تمارس أعمالها بشكل طبيعي وآمن ولم يتعرض لهم أحد. زلزال البداية انطلق الآلاف من المتظاهرين من موقف جاكسون بهتافات (يا برهان العسكر للثكنات مافي مليشية بتحكم دولة، الشعب يريد اسقاط البرهان والشعب يريد اسقاط النظام، الشعب أقوى أقوى والردة مستحيلة، تقفل شارع تقفل كبري يا برهان جايينك دقري” والتحم المشاركون في صينية القندول وانطلق بهتافات” الشارع للمكنات والعسكر للثكنات، والشعب يريد اسقاط البرهان”، ثم تحرك الموكب الى شارع القصر واحتشد المتظاهرون في شارع القصر بهتاف الشعب يريد اسقاط البرهان. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة، وكان هناك انتشار كثيف لقوات الشرطة والاحتياطي المركزي بالقرب من بنك المزارع وثم بدأت باطلاق البمبان الكثيف على المتظاهرين مما تسبب في سقوط سبعة اغماءات وسط المتظاهرين، وعند الساعة الرابعة وصل المتظاهرون الشارع الجمهورية بالقرب من القصر الجمهوري. إصابات في الصدر وقال الترس الفرزدق خلف الله لـ”الجريدة” من الملاحظ كانت أنواع والوان علب البمبان تختلف حيث توجد ثلاثة أنواع منها مصدرة من خارج السودان، وأكد على ان الشرطة اطلقت البمبان بشكل مباشر على المتظاهرين وآخر في الهواء، وأوضح: كانت الشرطة تطلق القنابل الصوتية بشكل كثيف وتطلق علب البمبان بشكل مباشر على المتظاهرين مما ادى الى عشرات الاصابات في الصدر، ولفت الى كان هناك مدرعات بالقرب مقر كمبوني بشارع القصر واطلقت البمبان على المتظاهرين بكثافة بجانب القنابل الصوتية، واضاف: ونفذت قوات الاحتياطي المركزي عدداً من المتظاهرين من اطراف الموكب، بجانب الضرب المفرط بالهروات والبوت. وقوع عدد من الاصابات ومن جهتها كشفت رابطة الاطباء الاشتراكيين “راش” عن وقوع عدد من الإصابات بسبب الاختناقات نتيجة القمع الذي تعرضت له موكب ٣٠ نوفمبر باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وقالت: حيث تم إسعاف خمسة من الثوار المصابين باختناقات بمركز النيلين، ونوهت الى ان الحصر للاصابات مازال جارياً لباقي ؤؤوتحديد طبيعتها. كر وفر وكانت هناك مظاهرات في شارع الاربعين بأم درمان وتم اطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وكان هناك حالات كر وفر، واستنكرت مبادرة محامي ام درمان القمع المفرط للمتظاهرين، وقالت ذلك القمع امتدات للانقلاب وحكومة الانقلاب، وكشف عن عزمهم تنفيذ وقفة احتجاجية تنديداً لتعين رئيس القضاء، وأحداث جبل مون بغرب دارفور. كشفت لجان مقاومة الفاو عن تجدد الاعتقالات لاعضاء لجان المقاومة من قبل الاستخبارات العسكرية ولاية القضارف أمس بعد انتهاء الموكب، وقالت حيث تم اعتقال اثنين بعد ان تم إطلاق سراحهم بجانب. وتمسكت الكتل الثورية المنحازة لمبادئ وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة على المضي قدماً في طريق إسقاط الطغمة الإنقلابية ومن دار في فلكهم، على حد تعبيرهم، وقالت : اليوم تتصاعد وتيرة الفعل الثوري الهادفة إلى انتزاع الَسلطة المدنية كاملة الدسم عنوة واقتدارا من وكلاء العهد الكيزاني البائد والقوى الظلامية، والمستمرة في المقاومة بصلابة لأجل استعادة الديمقراطية الحقيقية ترسيخاً لدولة القانون والمؤسسات. وأضافت: يراهن الإنقلابيون على تكتيكاتهم التآمرية وعلى رئيس الوزراء الذي منحهم طوق النجاة، ونراهن نحن (الكتل الثورية) على الشوارع التي لا تخون، فمن خبر شوارع ثورة ديسمبر المجيدة وحراكها الثوري السلمي الملهم لكل شعوب العالم لا يمكن منازلته إطلاقاً، ولم ولن تستطيع أفاعيل القوى التآمرية المخزية إثناءه أو حرفه عن الوصول بغايات ثورة ديسمبر المجيدة إلى سدرة منتهاها. عكس عقارب الساعة ودعا التحالف في بيان له كافة الكيانات النقابية المهنية والعمالية بالاستمرار في المشاركة الفعالة في مواكب الصمود والرفض لكل المحاولات اليائسة التي تمضي عكس عقارب الشارع الثوري، والتي تهدف إلى الاستقطاب وسط الكتل الثورية لصالح الإنقلابيين ومشرعن الإنقلابيين، وأكد على ان اللاءات الثلاث الصلدة لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية، بجانب أن الكتل الثورية ملتزمة جانب التغيير الجذري عصية على الاختراق، ونوهت الى انها الأكثر تمترساً في معارك منازلة وإسقاط الديكتاتوريات، والأشد حرصاً على الوفاء لدماء الشهداء الكرام ، وأردف: كما لن تتزعزع عن المبادئ الثورية إطلاقاً، أو تُحيد عن الشوارع التي لا تخون.
الخرطوم : فدوى خزرجي
المصدر صحيفة الجريدة
short_link:
Copied