أخبار السودان :
ملامح من وجه الحرب القبيح
هاهي حرب الخرطوم تشارف على دخول يومها المائة ، واطرافها يزدادون اصرارا على الاستمرار فيها ، أملا في الوصول إلى الحسم ، وإنهاء الطرف الآخر ، وإغلاق هذه الصفحة القبيحة كثيرة المشاكل ، والتي تستمر فيها معاناة الناس يوما بعد آخر بكل اسف.
كثيرة هي الجوانب الماساوية لهذه الحرب اللعينة ، ويلزم ان تتكثف الجهود لإنهاء هذا الوضع المزري ، والخروج من الحالة الصعبة التي ترتبت على الحرب ويعيشها الناس في بلاد مكلومة تئن من ظلم أبنائها لها وظلمهم لبعضهم البعض.
ومن هذه الصور المحزنة والمؤلمة ما صدر من تقرير حول تداعيات هذه الحرب اللعينة عن منظمة اليونيسيف ، قالت فيه ان الوضع الإنساني في السودان أصبح كارثياً.
وهذا الكلام من الوضوح بحيث يلزم ان يشكل حرجا للأطراف المتصارعة ولدعاة استمرار الحرب ، فمئات الآلاف من الناس ومنذ اكثر من ثلاثة أشهر لم يقبضوا رواتبهم مما فاقم من أوضاعهم السيئة اصلا ، وايضا توقف تجار وعمال الاسواق، وأصحاب المهن والحرف الذين كانوا يكسبون رزق اليوم باليوم ، توقفهم عن العمل وتوقف مداخيلهم الصغيرة اصلا ، و تأثر معاش الناس وأصبح من الصعب عليهم تلبية حاجاتهم الضرورية من ماكل ومشرب.
ونقرا في تصريحات لمبعوث الأمم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث قوله : نحن قلقون بشأن ندرة الغذاء والمياه ونقص اللقاحات في السودان.
كذلك واجه الكثير جدا من الناس مشاكل كبيرة في العلاج ، وهناك من ماتوا بسبب نقص الدواء او عدم توفره اصلا ، او عدم توفر مراكز تقديم الخدمة الطبية.
وبحسب نقابة أطباء السودان فان تقارير تتحدث عن وفاة مرضى في منازلهم بسبب عدم توفر العناية الطبية ، وان أكثر من 12 ألف مريض معرّضون للموت بسبب الأوضاع الصحية.
ونقرأ في الاخبار ان مساعد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قال إن أكثر من 800 ألف شخص ربما يفرّون من السودان.
اننا بحق أمام احدى الصور القبيحة الناتجة عن هذه الحرب ، واحدي تداعياتها السيئة التي تقع المسؤولية المباشرة فيها على مؤججي الفتنة ومشعلي الحرب والداعون الي استمرارها دون مراعاة لمعاناة الناس المتواصلة .
سليمان منصور