تصاعدت الخلافات بين الناظر محمد الأمين ترك، رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، والفريق شيبة ضرار، قائد حركات تحالف شرق السودان، مجددًا إلى العلن. حيث أعلن الناظر ترك عن تخليه عن السياسة بسبب النقد الذي تعرض له من بعض أبناء البجا الذين صرحوا بأن “ترك لا يمثلهم”، خاصة في المحافل الخارجية.
وفي تسجيلات فيديو، أوضح ترك أن خلافه مع والي البحر الأحمر وشيبة ضرار، رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان، ساهم في قراره بالاستقالة. كما استنكر مواقف القيادات الدينية والأهلية للقبيلة التي أبدت استعدادها لاستقبال والي البحر الأحمر، وأعرب عن ضيقه مما يقال ويكتب عنه في وسائل التواصل الاجتماعي.
حيث تشهد ولاية البحر الأحمر هذه الايام أحداثًا ساخنة بين ترك وضرار، فهل مايحدث بينهما خلافات شخصية ام صراع نفوذ؟
صراع النفوذ
ويصف الصحفي المهتم بقضايا شرق السودان محمد بدرالدين، الخلافات بين ترك وضرار بأنها أزمة تنافس على النفوذ وليس هناك أي سبب موضوعي آخر يمكن أن يشعل خلافًا تتناقله وسائل التواصل والأسافير.
وأوضح بدرالدين، في تصريح لـ”الراكوبة”، أن ناظر عموم قبائل الهدندوة، سيد محمد محمد الأمين ترك، ينطق بذات اللسان الذي ينطق به رئيس حزب مؤتمر البجا القومي وقائد الحركة المسلحة المعروفة، ضرار أحمد ضرار، المعروف بـ”شيبة ضرار”، بحكم انتمائه إلى قبائل الأمرأر. وما يجمع هذه القبائل بغيرها هو اللغة، والجغرافيا، والتاريخ، والتصاهر، والمصالح المشتركة.
وقال الصحفي إن الناظر ترك استطاع في العام 2022 أن يوحد جهود معظم سكان الإقليم الشرقي تحت مظلة المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، وتمكن من إسقاط حكومة تحالف الحرية والتغيير بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك فيما عرف بإجراءات 25 أكتوبر التصحيحية كما سماها الموالون للجيش، وبالانقلاب كما يسميها أنصار حمدوك.
وأشار إلى انهيار ذلك التحالف القبلي وانشقاق المجلس الأعلى بنفس الاسم ولذات الدواعي التي قامت عليها أزمة (ترك-شيبة). حيث استبعد في ذلك الوقت تطور الأزمة وتجاوزها لمحطة التراشق الإعلامي أو حرب التصريحات هنا وهناك.
ويقول بدرالدين إن سكان إقليم شرق السودان، وخاصة البجا، يعظمون موروثات ثقافية أهمها (القلد)، وهو ميثاق للتهدئة يمهد لحل الخلاف. وهو نظام أهلي معمول به إلى الآن، ويرجح أن تُستخدم مثل هذه الآليات الأهلية لحل القضية أو أن تتدخل مؤسسات الدولة نظرًا لأن الرجلين من أشد الداعمين للمؤسسة العسكرية. متوقعاً أن ياتي الحل متأخرًا نسبة لحالة السيولة والحرب التي تشغل قادة الدولة عن صراعات ذات جذور سياسية.
خلافات شخصية
أما مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، عبد الله أوبشار، فيقول إن خلافات ترك وضرار شخصية، حيث تناول الأشخاص من الطرفين في وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن الإدارة الأهلية استطاعت التواصل مع كلا الطرفين وتهدئة الأجواء.
ووصف أوبشار، في حديثه لـ”الراكوبة”، ما حدث بين ضرار وترك بأنه اختلاف في وجهات النظر، مستبعدًا حدوث أي مواجهات، نظرًا لأن ثقافة المجتمع الشرقي لديها المقدرة الكافية على تجاوز مثل هذه الأمور. وتابع: “حرصنا على معالجة المشكلة والوضع الآن طبيعي”
المصدر: الراكوبة