كثيرون لم يكونوا يعرفون منى أركو مناوى ايام اشتغاله بالحرب فى دارفور ، وجاءت مفاوضات السلام مع نظام الإنقاذ وعرف الناس مناوى ، خاصة بعد ان وقع مع النظام السابق اتفاق ابوجا للسلام ، وجاء الرجل مساعدا للبشير ، وبدأ بنفسه الدخول فى علاقات مع مختلف مكونات الخارطة السياسية فى البلد ، وان كانت تحكمه بروتوكولات المنصب ، وكونه جديدا فى التواصل مع الآخرين لكن حتى هذا انقطع بخروج الرجل عن التوافق مع نظام البشير ورجوعه للحرب ، وخلال هذه المدة عركته التجارب ، وكبرت دائرة تواصله مع أطياف المجتمع ، وعرف الناس وعرفوه ، لذا فإنه عندما يتحدث عن أمر ما فى الشأن العام فليس كما كان فى السابق بعيد عن معرفة الموضوع، وايضا ليس بعيدا عن معرفة الآخرين.
سننقل أدناه بعض ما قاله لقناة النيل الأزرق قبل أيام فى إطار تقييم الفترة الانتقالية ، وسواء اتفقنا او اختلفنا مع الرجل فإننا نريد عرض ما قاله ، ليطلع عليه من لم يستمع اليه ، ولنعرف معا قراءة احد الفاعلين فى الساحة للراهن السياسى اليوم.
قال حاكم اقلبم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي أن هنالك هوة وفجوة كبيرة بين القوى السياسية والجيل الحالي. وأشار مناوي في حديث بقناة النيل الأزرق أن الازمة الحالية لها جذور تاريخية وهي ذات الازمة التي تحدث فيها الأزهري والمحجوب ومنصور خالد .
واوضح ان الذاكرة السياسية السودانية ذاكرة ضحلة جدا ولم تتخذ من الماضي عبرة ، مشيرا الى ماتم في 11 ابريل ٢٠١٩ هو تغيير جزئي ، والمرض مازال قائما ، مبينا ان كل من ياتي للسلطة يعتبر نفسه هو الحل والجرعة الاساسية لعلاج السودان. واشار الى وجود مشاكل جوهرية تاريخية تتعلق بالمواطنة ونظام الحكم وتعريف الهوية السودانية. واكد مناوى ان القوى السياسية تتحدث بانها مع الشارع بطريقة عمياء حتى لو اراد الشارع حرق الخرطوم تقول نحن معه ، وقديما كانت الأحزاب هي من تقود الشارع ، مبينا ان الأحزاب السودانية ارتكبت جنايات كثيرة لذلك تختبئ خلف الشارع ، ورأى مناوي ان ثورة ديسمبر هي امتداد للنضال السوداني وليست ثورة نبتت من الأرض ولا نزلت من السماء وسميت ثورة ديسمبر وتم نسيان كل الشهداء الذين سقطوا ماقبل ديسمبر ، وأستشهد مناوي بحديث د.منصور خالد عندما قابل احد الشعراء السودانيين في باريس الذي قال “ان الخرطوم تأكل الخروف وتأكل البشر” لافتا إلى ان القوى السياسية اكلت بعضها بعد نجاح الثورة في 11 ابريل موضحا ان الجبهة الثورية كان لها 3 مواقف يوم 12 ابريل منها عدم مقابلة حميدتي وقتها ، بالاضافة الى تكوين مجلس قيادي للحرية والتغيير، وعمل سقف للتفاوض ، وكل ذلك تم تجاهله تماما ، مشيرا الى ان هنالك تنظيمات ايدلوجية ارادت ان تبقى الحركات المسلحة خلف الحائط وارادوا قفل الباب بالعسكر من الانقلابات وبالدعم السريع من الحركات المسلحة .
وأضاف ان تحالف الحرية والتغيير قام من اجل استغلال الشباب الذي أنجز الثورة وقال مناوي ان قرارات 25 اكتوبر مثلها مثل مفاصلة الترابي والبشير والشيوعيين ونميري وقال ان الذين يزايدون الان ويدعون انهم الأبعد مسافة من العسكريين هم الأقرب مسافة للعسكريين وهنالك حوارات بين الحرية والتغيير والعسكر بدأت منذ 25 اكتوبر واكد مناوي انهم ثابتين في مواقعهم اذا ابتلع العسكر الحرية والتغيير او ابتلعت الحرية والتغيير العسكر وذلك وفقا لاتفاقية جوبا مشيرا الى ان ابراهيم الشيخ رجل مؤثر ومصادم وليس كالذين يعيشون تحت المواسير مثل الفئران وحديثه جاء في الوقت المناسب والجميع يسعى للحلول.
وأكد مناوي انهم لايعارضون أي مبادرة للحل ومبادرة الشيخ الطيب الجد حراك ايجابي وورشة المحاميين حراك ايجابي كاشفا عن قيادته لحراك جمع فيه عدد كبير من الاراء والقوى السياسية ووتمت اجازة الاعلان السياسي وتناقش الآن الإعلان الدستوري
وقال مناوي انا لا امتلك مليشيا وانما جيش تحرير السودان وليس لدينا ثقافة الانقلابات مطالبا الجميع ببناء منصة موحدة وجلوس الجميع مع بعضهم البعض والذي لايمكن ان تتنزع منه الجنسية السودانية لايمكن ان تمنعه من الحراك في الساحة السياسية السودانية ، موضحا انه لابد من التعامل مع المجتمع الدولي والاستعانة به مشيرا الى ان العامين السابقين شهدا اعتمادا كليا على الخارج.
سليمان منصور