مع السيد الخامنائي في رسالته لشباب الغرب
تحدثنا أكثر من مرة عن رسالة قائد الثورة الاسلامية في ايران المرجع الديني السيد على خامنئي إلى شباب وطلاب الغرب ، ونقف اليوم مع جزئية مهمة من رسالته الأخيرة إلى الطلاب المساندين لغزة الداعمين للشعب الفلسطيني والمستنكرين ما تمارسه إسرائيل من إبادة جماعية والرافضين تأييد الغرب لظلم وعدوان إسرائيل. .
وتتبع أهمية الجزئية التي نقف معها اليوم من انها تتناول بعدا فكريا وتحفز الشباب إلى اعمال عقولهم والتفكر في عمق الخطاب الإسلامي وما يخاطب به القرآن البشرية ويؤسس لقواعد ويرسي مفاهيم كفيلة بأن تجعل من الحياة الإنسانية سلسلة ان التزم الجميع جانب العدل والانصاف.
يقول السيد مخاطبا شباب الغرب :
ان درس القرآن الموجّه إلينا، نحن المسلمين، وإلى جميع الناس حول العالم، هو الثّبات على طريق الحقّ: {فاسْتقمْ كما أمرْت} (هود، 112)، كما أنّ درس القرآن بشأن العلاقات بين البشر هو: {لا تظْلمون ولا تظْلمون} (البقرة، 279).
ان هذه الإشارات ترتقي بالخطاب من التفاصيل السياسية إلى كليات تتفق عليها البشرية فالاستقامة التى يطلبها القرآن من المؤمنين به التابعين له تعني التقيد التام بكل ما من شانه ارساء دعائم الحق والحرية والجمال ومراعاة حقوق الإنسان وان يصبح الشخص الملتزم بتوجيهات القرآن مستقيما بعيدا عن الميل والهوى وان يكون ديدنه في كل عمل هو الاستقامة والعدل والتحلى بالاخلاق والقيم وهذا ما يدعوكم أيها الشباب في الغرب إلى إعادة النظر في ما يرد إليكم عن وصف غير صحيح للمسلمين ولتعلموا ان من لم يلتزم بالاستقامة من المسلمين فهو مخطئ متجاوز لتعاليم دينه وليس من الانصاف القول ان هؤلاء هم المسلمون وهذه هي صفاتهم وإنما يقال ان هؤلاء غير ملتزمين بتعاليم دينهم وبالتالى فالخطأ فيهم هم وليس في الدين او تعاليم القرآن.
ويؤكد القرآن الكريم على قاعدة مهمة جدا يقوم عليها التعايش الإنساني وهي قوله لاتظلمون ولاتظلمون اي ان العدل اساس الحياة المشتركة وان الدين يدعو اليه ويأمر اتباعه به ويلزمهم بالتقيد به لذا فإن التعايش مع المسلمين الملتزمين يضمن للجميع الأمان والسلام.
ثم يختم السيد الخامنائي خطابه إلى طلاب وشباب الغرب بالطلب إليهم ان يتعرفوا على القرآن ،. وهذا الطلب فيه احترام لعقولهم وثقة في ما يطرحه القرآن وعدم خوف من تعرف الغربيين وبالذات الشباب عليه بل هو طلب يعكس الرغبة الإسلامية في تعرف الشباب والطلاب في الغرب على الإسلام من خلال التعرف على القرآن الذي يحرم الظلم ويمنع التظالم ويدعو لأعمال العقل والتفكر في الكون والعمل المشترك من أجل ارساء دعائم الاحترام المتبادل ، ومن المؤكد ان اطلاع الغربيين على الإسلام والتعرف عليه من منابعه الأصلية دون التعرض لاى مؤثرات خارجية يسهم في فضح الدعاية المغرضة ضد الإسلام والافتراء على المسلمين.
ان هذا الجزء من رسالة السيد الخامنائي لشباب وطلاب الغرب يعتبر جزءا من جهاد النبيين الذي يدعو اليه السيد ويشجع عليه.
سليمان منصور