أخبار السودان :
مع الحج فى بعض ابعاده
أكثر من مليوني مسلم من كافة أنحاء العالم لبّوا نداء الحج هذا العام ، وفازوا بتأديةً هذه الفريضة التي هي من أعظم الفرائض في الإسلام.
ومنذ عهد النبي ابراهيم على نبينا وآله وعليه وجميع الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام ، منذ ذلك العهد تعبد الله خلقه بهذه الفريضة ، وجاء الإسلام ليضيف إلى هذا التشريع شروطاً وأحكاماً وفرائض ، وحدّد له أهدافاً ، ورسم له خطوطاً لم تقتصر على الجوانب العبادية ، بل امتدّت لتُخاطب الروح المعنوية والاجتماعية وحتى السياسية لدى الإنسان.
ولا شك ان رحلة الحج تجربة عظيمة لكل مؤدٍ لها ، فالكل يلتمس فيها التقرّب من الله ، متجرّداً من كل الأمور الدنيوية المادية ، ويأمل من خلالها في تطهيره من الذنوب والخطايا ، ويجد فيها وسيلةً لتهذيب وتربية نفسه بصبره على كل مشقّاتها وصعوباتها ، إذ إنّ ما يميز هذه الفريضة هو أنها امتحان يختبر صبر الفرد ، ومدى تحمله للشدائد.
ومن ابعاد الحج التي يلزم التنبيه لها تقوية روح الأخوة والتآلف بين المسلمين ، وهذه بلا شك من الدروس المهمة والكبرى لهذه الفريضة العظيمة.
ومن مظاهر الحج التي تدل على بعض ابعاده الوحدوية انتظام الحجاج في اللباس الموحد ، والأعمال الموحدة ، والحركات الموحدة ، وشدة الارتباط بين الحجيج وزيادة العاطفة فيما بينهم ، وتاكيدهم ذلك عمليا عبر التزامهم سلوكا يفضي الي ذلك ، وبروز المساواة والإخاء بين كل المؤمنين والوالهةِ قلوبهم بمركز التوحيد.
ومما يلفت النظر ان الشعوب الناهضة في المنطقة والتي مضت في طريق الصحوة الإسلامية لن تسمح بأن ترجع عقارب الزمن إلى الوراء ، ولن تقبل بعودة عصر الحكّام الدكتاتوريين الفاسدين والمرتبطين بالخارج ، لكن الغفلة عن دور القوى الإستكبارية في إثارة الفتن وتدخلها الهدّام سوف يعقّد الأمور على هذه الشعوب ، و يؤجل عصر العزة والأمن والرفاه لعدة سنوات ، وفي موسم الحج يمكن التنبيه إلي خطورة ، وإمكانية توصل الحادبين على مصلحة الأمة الي الطرق الاسلم لتلمس وسائل تحقيق النجاح والفوز بالوصول إلى الهدف المنشود.
سليمان منصور