معاناة اللاجئين السودانيين بمصر
عرف عن مصر اهتمامها بالشان السوداني وتأكيدها المستمر على ان ما يجري في السودان من أحداث صغيرة كانت او كبيرة فانه يؤثر على مصر وهذا الكلام سليم فالترابط بين البلدين عميق وتصور عدم تأثر أحدهما بأحداث الاخر تصور ليس في مكانه.
ومع ان الحرب في السودان قد فرضت واقعا جديدا وتأثيرا مختلفا على مصر فان ما لاخلاف عليه أن اعدادا كبيرة من السودانيين توجهوا إلى مصر طلبا للأمان وفرارا من ويلات الحرب وبحثا عن دراسة لابنائهم ، ولاشك ان هذا لم يأت صدفة فمصر هي الأقرب جغرافيا وثقافيا ووجدانيا ، ولن يشعر السوداني في مصر بالغربة فهو بين اهله ووسطهم ، وكان على مصر ان تقابل هذا الاحساس بما يفرضه الإخاء والواجب في كيفية التعامل مع اناس خرجوا من حرب فقدوا فيها ممتلكاتهم ومدخراتهم ويصعب عليهم الرجوع الى منازلهم في هذا الظرف الصعب بالغ القسوة لكن مصر بالغائها اتفاقية الحريات الاربع وضعت عراقيل امام السودانيين المتكدسين في وادي حلفا وبورسودان يبحثون عن طريقة تمكنهم من الدخول إلى مصر التي عزت واستعصت وتمنعت حتى دفع ذلك آلاف الناس للمخاطرة بارواحهم للدخول إليها وحتى عندما وصلوها اصطدموا ببعض العقبات منها على سبيل المثال عدم التمكن من التسجيل بيسر في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعندما سجلوا كان عليهم الانتظار لاشهر بل وطوال هذه المدة لم تقدم مصر اعانات مستحقة لهؤلاء اللاجئين، وحتى برامج الأمم المتحدة لدعم اللاجئين لم يقدم الا النذر اليسير لإعداد صغيرة جدا من مجموع اللاجئين مما فاقم من المعاناة وهي مسؤولية مشتركة لا شك بين مصر والجهات الداعمة لكنهم جميعا لم يقوموا بما يجب عليهم في هذا الباب.
ولابد من الإشارة إلى شكل اخر من أشكال المعاناة التي يواجهها اللاجئون السودانيون في مصر وهي ترتيب دراسة ابنائهم إذ ان التسجيل في المدارس المصرية ليس سهلا خاصة في ظل تأخير تسوية ملف اللجوء وتوفيق الأوضاع القانونية ، وقد فتحت مدارس سودانية أبوابها في مصر لاستيعاب أبناء السودان وتركزت هذه المدارس بالطبع في مناطق تواجد السودانيين بكثافة كمنطقة فيصل في القاهرة ومنطقة العجمي غرب الاسكندرية لكن هذه المدارس نفسها واجهت مصاعب ولم تستطع جميعها الانتظام والان يوجد عدد كبير من التلاميذ ينتظرون هذه المدارس لتؤدي دورها الا ان السلطات المصرية لاتبدي كبير اهتمام بما يعانيه هؤلاء التلاميذ.
نامل ان يقوم الأخوة في مصر بمايفرضه عليهم واجب الإخاء والأخلاق والجوار.
سليمان منصور