تطور كبير شهدته الساحة العالمية، بعدما رفض وزير خارجية مصر سامح شكري تصرف الاتحاد الأوروبي بإلغاء اجتماعه مع جامعة الدول العربية بسبب إعادة سوريا إلى الحضن العربي.
ووصف وزير الخارجية المصري تصرف الاتحاد الأوروبي بأنه فرصة ضائعة وتطور مؤسف للعلاقة بين المجموعتين.
وقال المحلل السياسي المصري حسن بديع إن قرار الاتحاد الأوروبي بإلغاء الاجتماع الذي كان مزمع عقده مع الجامعة العربية بسبب قرار الجامعة العربية بعودة سوريا لعضوية الجامعة العربية قرار أقل ما يوصف به أنه قرار يعبر و يعكس حالة عداء واضح وصريح للأمة العربية ككل وليس سوريا فقط.
وأوضح أن هذا القرار “يكشف عن روح استعمارية مازالت في نفوس وقلوب وعقول الفرنجة تجاه العرب، وعن استراتيجية عدوانية ضد العرب تقوم على أنهم مجرد مستعمرات تابعة لهم وخاضعة لنفوذهم وهيمنتهم، وهي نظرة متخلفة وعنصرية”.
وتابع: “إلغاء الاجتماع الخاسر منه الاتحاد الاوروبي والذي أصبح واضحا أنه وبالتعاون مع أمريكا ومن خلال مظلة الناتو لا يريد خيرا للعرب ويرفض اتحادهم واقترابهم من بعض ويسعى لتكريس الانقسام العربي، وتشييد منهج الشرق الأوسط الجديد وتقسيم البلدان العربية ويرى أن المصالحة العربية خطر على الكيان الصهيوني عموما هو قرار (أحمق) ويتسم بالاستعلاء، والرد العربي عليه يجب أن يكون موجعا ليتعلموا الدرس جيدا وأتمنى تحقيق مزيد من خطوات التقارب العربي مع الشقيقة سوريا”.
من جانبه، يرى الصحفي المصري حمادة إمام مدير تحرير جريدة الشروق المصرية أن موقف الاتحاد الأوروبي طبيعي ومتوقع، فالاتحاد الأوروبي مجرد تابع للإدارة الأمريكية وقاصر ولا يستطيع أن يتخد قرارا من تلقاء نفسه.
وتابع: “أي قرار فعليه أن يستأذن أولا من الأمريكان ثم ينفذ ما تمليه عليه الإدارة الأمريكية فهو كيان مفعول به وليس فاعلا وموقفه الأخير يعد فرصة ذهبية وهدية سماوية للقادة العرب، بأن يثبوا للاتحاد الأوروبي وقادته أن الدول العربية قد فطمت واكتملت أهليتها وأنه لم يعد مستعمرات غربية تقاسمه الدول الأوروبية ولا بقرة حلوب تحلبها وتسنفز خيراتها تحت شعارات زائفة وبراقة”.
وأشار إمام إلى أن إلغاء اللقاء فرصة أمام الدول العربية أن تثبت للغرب أنها تقف على قدم المساواة مع الدول الغربية وأنها دول مكتملة السيادة وليست كيانات تابعة، وأنها تملك من أدوات القوة ما تضغط به على الغرب في موضع الألم وتعيد إحياء الجامعة العربية وتحويلها لكيان متماسك يقف في مواجهة الغطرسة الأوروبية وكما يرى الاتحاد الأوروبي أن عودة سوريا تتعارض مع مصلحته على الدول العربية أن تثبت أن مصلحة العرب في عودة سوريا إلى الأسرة العربية.
ويضيف مدير تحرير الشروق أن هناك “دوافع وأسبابا وراء موقف الاتحاد الأوروبي والذي لم يخرج عن التحولات التي شهدتها الدول العربية في الفترة الأخيرة، ومنها
التقارب الإيراني السعودي وعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما، بالإضافة إلى العلاقات بين سوريا وإيران وكذلك العلاقات المتميزة بين سوريا وروسيا والدور الصيني المتنامي في المنطقة وكلها علاقات وتقاربات تعتبرها الولايات المتحدة خطرا عليها وعلى إسرائيل وبالتالي تجبر الاتحاد الأوروبي على التوقف عن اتخاذ أى خطوة أو إشارة دون الرجوع إليها فالاتحاد الأوروبي كيان هش في نظر الأمريكان ممثل لقارة عجوز تجاوزها الزمان تحت الوصاية الامريكية، وعليها أن تنتظر تعليمات وتنفذها كما هي دون أن تعدل أو تعارض:.
وفي نفس السياق، قال المحلل السياسي المصري هاني الجمل إن “الاتحاد الأوروبي يعاقب روسيا في هيئة التقارب السوري العربي، وهذا القرار بإلغاء الاجتماع المزمع بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بشأن عودة سوريا لمقعدها الدائم فهو نوع من خلط الأوراق بين العلاقات الكلاسيكية التي تجمع الدول العربية بدول الاتحاد الأوروبي وبين موقف الجامعة العربية من الحرب الروسية الأوكرانية والتي شهدت موقف عربى موحد تجاه هذه القضية والوقوف على مسافة واحدة بين أطراف النزاع وهو ما لم يتخيله الاتحاد الأوروبي وأمريكا”.
وتابع: “بذلك كان الرد الأوروبي من هذا الموقف العربي هو عدم مباركة خطوة عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية متذرعة بذلك بالعديد من بعض المسائل والملفات المتعلقة بالحكومة السوري والذى يعد الحلف الاستراتيجي الأكبر لروسيا في منطقة الشرق الأوسط والذى دعمته روسيا أمام محاولات النيل منه تحت العديد من المسميات وخاصة الجماعات الإرهابية التي توطنت في المناطق الرخوة أمنيا في الشمال السوري”.
وأشار الجمل إلى أن هذا الرفض الأوروبى “نوع من رفض شرعنة عودة سوريا إلى الحضن العربي على الرغم من التأكيد والتزام المجموعة العربية على وضع خارطة طريق حول استعادة تطبيع العلاقات العربية وسوريا والتي أكدت فيه الجامعة العربية على التنفيذ الكامل للقرار (2254) الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وبذلك فهذا الرفض يعد محاولة لاجهاض المساعي الحثيثة التي قامت بها مجموعة الاتصال العربي بين سوريا والجامعة العربية ومن ثم فهو موقف متعنت لعودة القوة للمجموعة العربية في إيجاد رؤية عربية مستقلة أمام التحولات السياسية التي يشهدها العالم ورفض الهيمنة الأمريكية والأوروبية على المقدرات السياسية واستنزاف الثروات العربية وخاصة ملف الطاقة والذى يشهد انتعاشة غير مسبوقة من خلال التنسيق بين الدول العربية في قطاع البترول والغاز فضلا عن الربط الكهربائى بين هذه الدول”.
ونوه المحلل السياسي المصري بأنه يعتقد أن هذا القرار سوف يلقي بظلاله على متانة العلاقات العربية بالاتحاد الأوروبي ومن ثم تأثر بعض الملفات المشتركة بهذا الرفض والتي قد تتبلور في الوضع في ليبيا وفلسطين أيضا وهو ما قد يعيد حسابات الجامعة العربية في التوافقات مع الاتحاد الأوروبي.
المصدر: RT