قالت مصادر سودانية مطلعة لـ”الشرق”، الأربعاء، إن وفداً سودانياً يتكون من عسكريين ومدنيين أنهى قبل يومين (الاثنين الماضي) زيارة غير معلنة إلى إسرائيل، بعدما كان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين زار الخرطوم في وقت سابق من فبراير الجاري.
وأضافت المصادر أن الوفد ترأسه اللواء المتقاعد مبارك عبد الله بابكر، المسؤول عن ملف تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل.
وأكدت أن الوفد ضم قيادات من القوات المسلحة ومدنيين، ناقشوا خطوات استكمال عملية التطبيع بين الجانبين.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الذي تلقى دعوة رسمية لعقد جلسات مباحثات مشتركة مع مسؤولين إسرائيلين ناقشت القضايا الثنائية المتعلقة بالملف الأمني والعسكري.
مباحثات الخرطوم
وفي مطلع فبراير الجاري، أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان أن رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان استقبل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في الخرطوم، حيث بحثا “تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية” بين البلدين.
وقال مجلس السيادة، في بيان، إن البرهان وكوهين تطرقا إلى “سبل إرساء علاقات مثمرة” بين البلدين، وبحثا “تعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم”، بالإضافة إلى “المجالات الأمنية والعسكرية”.
وتناول لقاء البرهان وكوهين، الذي حلّ في الخرطوم في زيارة رسمية استغرقت يوماً واحداً، “دور السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم”.
وأضاف المجلس أن الجانب السوداني دعا إسرائيل إلى “تحقيق الاستقرار مع الشعب الفلسطيني”.
“تقدم بملف التطبيع”
وقبل زيارة كوهين إلى الخرطوم، أفادت مصادر سودانية رفيعة “الشرق”، باحتمال إحراز “تقدم كبير” في ملف التطبيع، عقب الزيارة.
وأشارت المصادر إلى أن الاتصالات بين السودان و إسرائيل استؤنفت عقب اتصالات بين رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
وعقب الزيارة، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي بأنه تبادل “مسودة اتفاق سلام” خلال لقائه مع البرهان في الخرطوم، مشيراً إلى أنه “سيتم توقيعها بعد تشكيل حكومة مدنية سودانية”.
وكان السودان وافق على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أغسطس 2020، ضمن صفقة توسطت فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وشهدت أيضاً إلغاء الولايات المتحدة إدراج الخرطوم في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأشار بيان مشترك من الدول الثلاث (الولايات المتحدة والسودان وإسرائيل) آنذاك، إلى أنه تم الاتفاق على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئياً على الزراعة.
لكن الخرطوم تأخرت نسبياً في تعزيز علاقاتها مع تل أبيب مقارنة بالدول الأخرى التي شاركت في “اتفاقات أبراهام” للسلام مع إسرائيل، وذلك على خلفية الاضطرابات الداخلية التي تشهدها البلاد.
في غضون ذلك، تبادل البلدان زيارات سرية خلال السنتين الأخيرتين.
المصدر: الشرق