مساع مستمرة لإسقاط هيمنة أمريكا
منذ أن تم وضع أسس النظام العالمى وامريكا تسعى بكل طريق لفرض هيمنتها على العالم ، وبسط نفوذها وتسلطها على الجميع ، وتختلف وسائل بسط النفوذ ، فمن الوسائل السياسية إلى العسكرية والاقتصادية ، وكلها تمارسها أمريكا ، وتسعى عبرها للسيطرة على الآخرين.
وقد انتبهت العديد من الدول إلى ضرورة كسر الهيمنة الامريكية ، ووضع حد لها ، وهذا ما نراه بوضوح فى عمل المناوئين لأمريكا ، الساعين لسلوك مسارات تمكنهم من الخروج من الخضوع لسلطتها التى لا يسندها اى مبرر.
والمعروف ان أمريكا ، وعبر السيطرة على النظام النقدى فى العالم ، ولجوئها للتحكم فى أنظمة الدفع والتحويلات ، بهذه الطريقة تضع يدها على النظام المصرفى العالمى ، الأمر الذى يجعلها تفرض عقوبات اقتصادية على كل من يرفع شعار الاستقلال والتحرر ورفض الخضوع للهيمنة والتسلط ، وهذا الامر جعل الكثير من دول العالم تفكر جديا فى وضع حد لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمى
ومتى ما اتفقت المزيد من الدول على اتخاذ عملات غير الدولار لإكمال أنظمة الدفع والتبادل بينها فان ضربات موجعة سوف يتم توجيهها للاقتصاد الأمريكى ، ويمكن عبر هذه الطريقة وضع حد لتزايد النفوذ والهيمنة الأمريكية على العالم.
وفى هذا الباب ينظر الكثيرون باكبار إلى توصل الصين والبرازيل ، إلى اتفاق يقضي بالتعامل بعملاتهما والتخلي عن الدولار الأمريكي كوسيط.
وجاءت أهمية هذه الخطوة باعتبارها تجمع بين اثنين من الدول المهمة
فالصين اضحت المنافس الأول للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، والبرازيل باعتبارها أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، وهاتان الدولتان ستجريان معاملاتهما التجارية الضخمة مباشرة. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى خفض التكاليف وتشجيع المزيد من التجارة الثنائية.
والصين باعتبارها الشريك التجاري الأكبر للبرازيل فان استغناءهما عن الدولار يعنى بشكل عملى أضعاف النفوذ والهيمنة الأمريكية على العالم.
سليمان منصور