مزاج شعبي مغربي عام ضد التطبيع
كعادتها تحاول الحكومات الدائرة فى فلك الأميركى والصهيونى والمنغمسة فى مستنقع التطبيع النتن ، تحاول هذه الحكومات إظهار نفسها بمظهر من ينال دعما شعبيا ، وان ما تقدم عليها من خطوات تلقى ترحيبا جماهيريا ، او على الاقل لا يعترض عليها الناس ، وإنما يتركون للحكومة ان تقرر ما تراه مناسبا.
هذا بشكل عام ما تحاول بعض الحكومات ان توحيه للناس كذبا وتزييفا للحقائق.
ونقف اليوم مع الحكومة المغربية التى ذهبت بعيدا بسلوكها طريق الخيانة والذل ، وارتضت اللعب بالمكشوف ، وتبادل زيارات أمنية وعسكرية على مستوى عال مع الكيان الإرهابى المجرم ، وآخرها زيارة رئيس أركان جيش العدو الإرهابى قاتل الأطفال المجرم أفيف كوخافي للمغرب بعد أيام في أول زيارة لرئيس أركان إسرائيلي لبلد عربي ، بحسب وسائل إعلام العدو.
وبقراءة سريعة وعاجلة للمزاج الشعبى العام فى هذا البلد كما هو الحال فى كثير من بلداننا ان لم نقل كلها ، نجد ان هذا المزاج يقف بقوة ضد التطبيع ، وهو حتما ليس فى صف الحكومات المطبعة ، وفى المغرب – محل حديثنا اليوم – ينشط كثيرون ضد التطبيع ، وينظمون الحراك تلو الاخر كلما حانت مناسبة لابراز أعتراضهم على إقامة اى شكل من أشكال العلاقة والتواصل مع العدو الصهيونى المجرم.
مغاربة ضد التطبيع وصحفيون مغاربة ضد التطبيع ومناصرو فلسطين وغيرها من التنظيمات والتشكيلات وان تعددت أسماؤها الا انها فى النهاية تشير للمزاج الشعبى
العام وتعمل معا ضد جر بلدها للتطبيع.
وقد وقع عدد من الصحفيين المغاربة، نداء لمناهضة التطبيع معبرين عن قلقهم البالغ من نهج الرباط الذى يسمح للصهاينة باستباحة الوطن.
ووصف الصحفيون المغاربة العدو بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، وان علاقة حكومتهم مع العدو تشجعه على الاستمرار في جرائمه ، والتصعيد من انتهاكاته ،
وهاجم الصحفيون المغاربة التطبيع الاعلامى الذى يعد تورطا واضحا في التعتيم على الحقيقة ، والتشجيع على قتل الأبرياء ، وسرقة الأراضي ، وهدم البيوت ، وطمس الرواية الفلسطينية، واستبدالها برواية صهيونية مزيفة تشوه الحاضر والتاريخ.
وأكد الموقعون أن التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي جريمة في حق الفلسطينيين والمغاربة والإنسانية ، ونددوا بفتح مكتبين لقناة إسرائيلية فى الرباط والدار البيضاء مطالبين بإغلاقهما فورا، داعين عموم الصحفيين إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وفضح انتهاكات الاحتلال المستمرة.
وناشد النداء الجميع بتعزيز حراك المقاطعة الثقافية والأكاديمية والاقتصادية والإعلامية، كسلاح سلمي في مقاومة الاحتلال.
واعلن الصحفيون انخراطهم في الحملة الوطنية والدولية لمناهضة التطبيع.
وأطلق كيان مغاربة ضد التطبيع قبل أشهر حملة واسعة تحت اسم لا لتدنيس مدينة سيدي قاسم بأقدام الصهاينة وذلك عند اعتزام الحكومة المغربية تنظيم ملتقى تطبيعى فى مدينة سيدى قاسم حمل اسم ملتقى سلام للفنون المعاصرة وهو لقاء تطبيعى كامل الدسم وكان ذلك بالتزامن مع الذكرى 104 لوعد بلفور المشؤوم ، ولم يأت التوقيت مصادفة وإنما بتنسيق بين الحكومة المغربية وحكومة الاحتلال.
ومع زيارة وزير امن الاحتلال بينى غانتس قبل أشهر وتوقيعه اتفاقيات أمنية وعسكرية، بعد نحو عام من إعلان الرباط تطبيع علاقاتها مع العدو
تم تنظيم فعاليات متعدّدة في عشرات المدن المغربية رفضاً للتطبيع واعتراضا على زيارات الصهاينة إلى المغرب.
منظمة البيت العربى أعلنت مواصلة المعركة تصديا للتطبيع ودعما الشعب الفلسطينى ، وقال رئيسها فى مدينة طنجة الاستاذ محمد كريم مبروك ان التطبيع شكّل صدمة حقيقية لفئات عريضة من المغاربة ، وخصوصاً لدى القوى الحرة في البلاد والناشطين العاملين في مجال الدفاع عن الحق الفلسطيني واستقلال فلسطين وحريتها وبناء دولتها في كل الأرض الفلسطينية ، وعاصمتها القدس.
واعتبر مبروك أن “مناهضة التطبيع والرفضَ التام له نابعان من مرجعية قومية وعقائدية”، مشيراً إلى أن منظمة “البيت العربي” رافضة للتطبيع منذ تأسيسها ، وواصفاً الاتفاقيات التطبيعية بـ”المشؤومة”.
الناشط سعد الدين البركى المقيم فى الدار البيضاء اعتبر ان الصفقات العسكرية التي تُبرم مع “الأيادي الملطَّخة بدماء الأطفال والعزّل في فلسطين وغيرها من الدول العربية، هي صدمةٌ للشعب المغربي”، مشيراً إلى أن الشعب المغربي “رافض للتطبيع، في كل أشكاله”.
وقال أن تاريخ المغاربة المشرّف في الدفاع عن الأقصى بدأ منذ القِدَم ومستمرّ حتى يومنا هذا ، وباب المغاربة في القدس يشهد على ذلك.
ووصف البركي الاحتلال بـ” الورم الخبيث”، الذي إذا فُتحت له الأبواب فلن “يكفّ عن تخريب المنطقة وزرع الفِتَن وزعزعة الاستقرار”، مشيراً إلى ضرورة “تكاتف جميع القوى الوطنية”، وأهمية “توحيد الكلمة” من أجل صنع “درع قوية غير قابلة للاختراق” ضد التطبيع.
واعتبر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع وصول الصهاينة إلى أرض المغرب تدنيسا للبلد وتآمرا على الحق الفلسطينى واستفزازا لمشاعر المغاربة الرافضين بشدة لأى تقارب مع العدو الصهيونى المجرم.
واعتبرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة خطوات الحكومة نحو التطبيع والزيارات المتبادلة مع الصهاينة خيانة للحق وتحد غير مبرر لمشاعر الشعب المغربي المحب لفلسطين.
ونقرا تصريحا مهما قبل يومين لمرصد مناهضة التطبيع اعتبر فيه ان زيارة رئيس أركان الجيش الصهيوني للمغرب جريمة جديدة من جرائم الحكومة بحق الشعب المغربى.
ولايمكن اغفال احتجاج المغاربة العارم فى ذكرى يوم الأرض إذ خرجت 38 مدينة ومنها على سبيل المثال الرباط والدار البيضاء وبني ملال ومكناس وبركان وتطوان ومراكش وفاس والقنيطرة وأبي الجعد والمحمدية ، وبدعوة وتنظيم من الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع التى تضم 15 تنظيما سياسيا ونقابيا وحقوقيا ، خرجت الجماهير الغفيرة تدين التطبيع وتدعو لايقافه فورا والعمل على دعم الشعب الفلسطينى حتى تحرير ارضه وطرد الاحتلال المجرم.
وشهد يوم الأرض وقفتين فى الرباط الأولى أمام مقر البرلمان، والثانية أمام المسرح الوطني للتنديد باستضافة فرقة موسيقية إسرائيلية
وفى استطلاع للرأى نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات موجه للمغاربة عبر 88 % عن رفضهم اعتراف الرباط بإسرائيل وهذا يعني أن جبهة الرافضين للتطبيع واسعة جدا في المغرب بل هى استفتاء حقيقى على فشل الحكومة وعزلتها وان المزاج العام للشعب ضد التطبيع ومناصر لفلسطين.
سليمان منصور