قالت مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية السابقة والقيادية في حزب الأمة القومي إن السودان يعيش حالة انفلات أمني شامل جراء الاستمرار في الإجراءات الانقلابية واستهداف المدنيين.
وأضافت خلال مشاركتها في المسائية على الجزيرة مباشر، الأحد، أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورفاقه في مجلس السيادة يتحملون المسؤولية المباشرة لهذا الانفلات الأمني وقتل المتظاهرين، مؤكدة أن البديل السياسي يتمثل في وقف الدماء وخروج الجيش من الحياة السياسية السودانية.
وطالبت مريم، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالتنحي عن السلطة مضيفة “عليه أن يفعل كما فعل الجنرال عبود الذي سلّم السلطة للمدنيين”.
واستنكرت أن “يقوم قادة المجلس العسكري بالاستنجاد بالأجانب وخاصة الإسرائيليين ويعملون بنصائحهم وتوجيهاتهم في التعامل مع السودانيين”.
وقالت “إسرائيل تدير جزءًا من المشهد السوداني وهذا ما سمعناه ووقفنا عليه، حيث تبين لنا أن هناك وفوداً جاءت وأخرى خرجت والحكومة استجابت واستفادت من نصائح إسرائيل في طريقة التعامل مع الوضع العام في البلاد”.
وشددت مريم أنه لا تواصل بين قيادة حزب الأمة القومي وقادة المجلس العسكري، كما كان عليه الأمر في السابق، لأنه لا يمكن الاستمرار في التحاور مع من يأمر بقتل المتظاهرين الذين التزموا بالمضي قدمًا إلى حين إسقاط الانقلاب.
وحول ما أثير عن إطلاق العملية الأممية، أكدت مريم أنها تبقى ضرورية طالما أنها صدرت عن مجلس الأمن، وتسعى للوصول لمخرجات عامة للأزمة في السودان.
وذكرت أن قتل المدنيين يضعف عمل الفريق الأممي، وأن الجيش يسعى لوقف هذه العملية حتى يتأتى له الهيمنة الكلية على دواليب السلطة في السودان.
وأضافت أن فولكر بريتس رئيس البعثة الأممية في السودان يحتاج إلى الكثير من الصرامة والقدرة على تنفيذ القرارات التي لم يتم التوصل إليها بين أطراف العملية السياسية السودانية.
من جانبه قال الأكاديمي السوداني الدكتور الوليد آدم مادبو خبير الحوكمة والمستشار في التنمية الدولية أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان في مأزق كبير جراء الرفض الجماهيري الكبير لإجراءات الانقلاب، مما جعله ورفاقه في حالة عزلة محلية ودولية جراء انقطاع المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي.
وأضاف أن السودان مقبل على مرحلة من الانهيار الاقتصادي الناجم عن الإفلاس السياسي، مؤكدًا أن ميزانية الدولة التي يعدها وزير المالية جبريل إبراهيم عرفت عجزًا بلغ هذا العام نحو 2.5 مليار دولار.
وشدد ماديبو على أن السودان تحتاج في أقرب الآجال لحالة وفاق مدني تتم بموجبه تشكيل حكومة مدينة قادرة على الخروج من الأزمة الاقتصادية والإفلاس السياسي.
من جانبه، أوضح محمد أنور المتحدث باسم لجان المقاومة في مدينة الخرطوم أن المعادلة السودانية المعتمدة من قبل لجان المقاومة تتمثل في ضرورة استمرار الفعل النضالي السلمي لأن توقفه يعني “أن النظام الشمولي سيواصل عملية قتل المدنيين بطرق مختلفة”.
وأضاف قائلًا “نريد سلطة مدينة كاملة خلال الفترة الانتقالية كما نريد جيشًا سودانيًا موحدًا لا ميليشيات متفرقة تعمل لحساب أفراد بعينهم”.
وخلص أنور إلى أن مواكب المتظاهرين حققت أهدافها بعد أن خرجت من العاصمة السودان لتشمل باقي المناطق والأقاليم مثل كردفان والشمالية.
وبعد أكثر من 3 أشهر على الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لم تهدأ التعبئة في السودان على الرغم من القمع الذي أوقع 79 قتيلًا بين المتظاهرين، وفق نقابة أطباء موالية للقوى الديمقراطية.
وخرج آلاف المتظاهرين في أحياء العاصمة الخرطوم، ومدن بحري وأم درمان ومدني ودنقلا، بدعوة من “تنسيقيات لجان المقاومة” لمليونية (30 يناير).
المصدر : الراكوبة