وقت طويل مر على النزاع الحدودي في منطقة الفشقة على الحدود الشرقية بين السودان وإثيوبيا، وهو النزاع الذي ما يلبث أن يخفت حتى يشتعل مرة أخرى بين الجارتين.
النزاع حول الفشقة ناتج عن أطماع القيادة الاثيوبية في المنطقة ذات الموارد الكثيرة التي تشتهر بخصوبة أراضيها، والتي هي أرض سودانية خالصة حسب ترسيم الحدود الدولية والحقوق التاريخية.
تحركات إثيوبية
في نفس السياق، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، صورا ملتقطة بالأقمار الصناعية لقاعدة عسكرية تحت الانشاء في الأراضي الأثيوبية، في مسافة لا تتعدى 30كم عن مدينة الفشقة السودانية.
كما أظهرت بيانات موقع مراقبة حركة الطيران “flightradar24” عدة رحلات من أديس أبابا إلى إنجامينا، عاصمة تشاد، حيث هبطت آخرها في الرابع من الشهر الحالي. قال محلل سياسي مصري ان الرحلة ربما كانت تحمل قوات خاصة تابعة للجيش الإثيوبي، متوجهة لدعم قوات الدعم السريع في السودان في مواجهتها للقوات المسلحة السودانية.
وفي السياق ذاته، تقول تقارير مصرية تزعم انها تستند إلى مصادر استخباراتية مصرية بتوجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو استخدام إثيوبيا كوسيلة لمحاربة الجيش السوداني؛ وذلك في ضوء التقارب الروسي السوداني في الفترة الأخيرة، وذلك تحت إتفاق سري قائم بين البيت الأبيض وأديس أبابا.
ويعتقد المحلل العسكري المصري حسام الدين مرزوق، أن أبي أحمد بدأ بدعم قوات الدعم السريع بالمرتزقة عن طريق التشاد لأن الحدود بين السودان وأثيوبيا لاتزال تحت سيطرة الجيش السوداني وأي دخول للمرتزقة الان سيعد بمثابة إعلان الحرب، ولذلك تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على المناطق الحدودية بشكل أو بآخر لتعزيز الخطوط اللوجيستية عن طريق الحدود الأثيوبية السودانية.
في السياق ذاته، أعلن الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة السوداني، بأنه لا يعارض منح روسيا قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، مشيراً إلى اتفاق مع روسيا للتعاون اللوجيستي مقابل تزويد الجيش السوداني بالأسلحة.
وعلق حسام الدين على هذا قائلا، إن التحركات الأمريكية الخطيرة في المنطقة ماهي الا لمحاولة الإيقاع بالبرهان قبل قيام القاعدة الروسية في بورتسودان.
التقارب الأمريكي الإثيوبي في المنطقة يعد هو الأهم في الاجندة الأمريكية بالأخص عقب خسارة فرنسا نفوذها في النيجر والتشاد والصومال أيضًا، وهنا يرى الخبراء أن هذا التقارب يتبلور حول عدة محاور منها حصول أبي أحمد على دعم أميركي في قضية انفصال أرض الصومال، التي تحاول إثيوبيا من خلالها الوصول إلى خليج عدن، بخلاف التمتع بالدعم العسكري وبناء قدرات إثيوبيا العسكرية في المنطقة لاستخدامها في خدمة الأجندة الأمريكية.
جدير بالذكر ان العلاقات الإثيوبية المصرية تعيش أسوأ فتراتها بسبب قيام الحكومة الإثيوبية بتشييد سد النهضة على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية، ومخاوف مصر من أن يؤثر ذلك على حقوقها المائية.
المصدر: الراكوبة