محاكمة سياسية واخلاقية لتقدم
ظهر في الساحة السياسة السودانية تكتل سياسي يدعو الى وقف الحرب والتواصل مع الطرفين المتحاربين ودعوتهما لتجنيب البلد مالات هذا الاقتتال الذي وصفه زعيما الجيش والدعم السريع بالعبثي ، وقد اطلق هذا التكتل السياسي على نفسه اسم
تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية
والتى عرفت اختصارا بتقدم.
ومع اختلاف الاراء وتباين المواقف حول تقدم وانقسام الناس بشأنها إلا أن اصرارها على إيقاف الحرب جعل تأييدها يزداد وسط المواطنين خاصة وانهم قد عانوا بشدة من الحرب وتفاقمت ازماتهم ، لكن تبقي الشريحة العريضة ناقمة على تقدم بسبب ضبابية موقفها من إدانة جرائم الدعم السريع التى لايمكن غض الطرف عنها ، وتظل هذه الضبابية محل اشكال لدي الناس خاصة مع وضوح جرائم الدعم السريع.
ونورد أدناه جانبا من محاكمة سياسية واخلاقية لتقدم قامت بها لجان مقاومة السودان والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب
، ومما جاء في رسالتهم إلى تقدم :
قدمنا رؤيتنا النقدية لاتفاق أديس الموقع بينكم والدعم السريع بتاريخ 8 يناير حرصاً منا على مراقبة عملية الحوار وتوسيع دائرته بما يمنع تخرصات تعميم المواقف ووضع مواقف جميع قوى الثورة في بوتقة واحدة لعزلها ومحاصرتها عبر خطابات قوى الثورة المضادة، وحرصاً منا على موضعة القضايا محل الاختلاف ونقدها إيجابياً بما يسهم في توضيح المواقف وتمييز مرجعيات نقاط التوافق والاختلاف بالصورة التي قد تفتح الطريق لتفهم سياقات التمايز وخلق مقاربات في وجهات النظر يمكن الإنطلاق منها كأرضية ثابتة لبناء الثقة لمواجهة التحديات المحدقة التي تحيط ببلادنا من كل الجهات.
والآن وبعد مضي عدة أشهر من طرحنا لرؤيتنا النقدية وعدم تجاوبكم بالرد عليها، يحق لنا التساؤل عن جدوي التوقيع على اعلان سياسي لوقف الحرب وحماية المدنيين مع مليشيا الدعم السريع، بينما هي تواصل انتهاكاتها ضد المواطنين وتجتاح مناطق بطولها وعرضها وتمارس أبشع الانتهاكات بالجزيرة وغرب سنار وتتوسع في نطاق ترويع المدنيين العزل بالنيل الأبيض وتحاصر الفاشر والأبيض وجبل الداير، وتمنع عنهم الغذاء والدواء والمعينات الإنسانية، في جريمة حرب مكتملة الأركان وتواصل في قصفها العشوائي على المدنيين في محلية كرري وتصفي رموز الثورة من العسكريين وتعتقل عشرات الثوار من المدنيين.
وانطلاقاً من هذه التساؤلات البديهية نعيد عليكم طرح ورقتنا النقدية لإعلان أديس أبابا بالإضافة إلى نقد بعض الممارسات التنظيمية الواردة من قبلكم في بياننا الجماهيري الأخير والذي نعتبره جهد نقدي مكمل لرؤيتنا النقدية السابقة، ونأمل منكم أخذهم على محمل الجد كمساهمة نقدية جادة من بعض قوى الثورة خارج “تقدم”، ومدارستهم وطرحهم كمحور مستقل للنقاش بما يسمح بإعادة تقييم موقفكم من إعلان أديس أبابا ومدي جدواه بعد مضي كل هذه المدة، ومن الحوار الجماهيري المفتوح والانفتاح على نقاش وتداول أراء قوى الثورة المختلفة معكم في تقديراتها حول بعض وجهات النظر، ثم الرد علينا جماهيرياً أو عبر الترتيب لمناظرة مفتوحة عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول النقاط المذكورة في حالة تعذر الرد كتابة.
وندعو الجميع للمساهمة في ترسيخ صورة إيجابية عن نضج الحركة السياسية السودانية وتماسك أدواتها في إدارة تباينات وجهات النظر، ومدي حرصها على الحوار والنقد الإيجابي واشراك القواعد والجماهير في الحوارات وتعزيز قيم الشفافية والتشاركية والتواصل الفعال مع الجماهير.
سليمان منصور