أعلنت 6 مجموعات أهلية وثورية وحقوقية، في إقليم دارفور، عن رفضها زيارة وفد مستثمرين سعوديين إلى دارفور، الأسبوع الماضي، قائلة إن الزيارة كانت بصدد التخطيط لعمل استثماري مشبوه.
وكان وفد من المستثمرين السعوديين وصل إلى إقليم دارفور يوم 19 أغسطس الجاري، وزار محلية غرب جبل مرة مناطق «نيرتتي»، بولاية وسط دارفور.
وقالت 6 كيانات دارفورية في بيان مشترك تلقته (الديمقراطي) إن “الزيارة كانت بصدد التخطيط لعمل استثماري مشبوه، دون علم قيادات مجتمع غرب جبل مرة، الذين تفاجأوا بخبر الزيارة من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي”.
وأوضح البيان أن “مجتمع محلية غرب جبل مرة، عبر إداراتهم، عقد اجتماعا موسعاً وعبر من خلاله المجتمعون عن رفضهم واستنكارهم، لهذه الزيارة الاستفزازية التي قام بها الوفد السعودي الاستثماري مع حكومتي وسط وجنوب دارفور ووزير مالية اقليم دارفور، وتم تغيب متعمد لقيادات المجتمع”.
كما اعتبر المجتمعون “الزيارة إذلالاً وإهانة لكرامة ضحايا الحرب سيما النازحين واللاجئين والمنكوبين الذين مورست ضدهم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، والذين لا يزالون يقبعون في المعسكرات، بعد أن تم تهجيرهم من قراهم وحواكيرهم قسراً”.
وأكد البيان أن المجتمعين ناقشوا القضية وخطورة تداعياتها في حقوقهم الآنية والمستقبلية والسابقة، قبل أن يتوصلوا إلى جملة قرارات منها “رفض كل أنواع الاستثمارات الأجنبية والمحلية، إلا بعد تحقيق السلام الشامل والمستدام، والأمن، بايقاف الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، ونزع سلاح مليشيات الحكومة بمسمياتهم المختلفة، وطرد المستوطنين الجدد من اراضي المواطنين، وتعويض النازحين، وتحقيق العدالة الدولية والوطنية”.
كما قرر المجتمعون رفض التعدين بكل أشكاله المختلفة، في مزارع وقرى وحواكير المواطنين والنازحين والمشردين والمنكوبين.
وأكد البيان أنه “إذا لم تلتزم الحكومة والمستثمرون بما ورد في البيان اعلاه، فهنالك طرق المقاومة السلمية ولن نتهاون في ارث شعبنا مهما كانت التحديات والصعاب”.
وضمت الأجسام الموقعة على البيان المشترك كلا من: الادارات الأهلية بالمحلية، وتنسيقية النازحين واللاجئين، وتنسيقية لجان المقاومة والتغيير، والغرفة التجارية، والمرأة، وتجمع شباب غرب جبل مرة”.
واعتبرت منسقية النازحين واللاجئين، في وقت سابق زيارة وفد استثماري سعودي إلى مناطق دارفور، بغرض دراسة الاستثمارات التي طرحتها سلطة الانقلاب على الإقليم؛ نوعا من الإذلال والإهانة بعد الثورة.
وقال الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال، في بيان إن هذه الزيارة “استفزاز لمشاعر الضحايا والنازحين واللاجئين والمنكوبين الذين مورست ضدهم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم العدوان بالملايين ليجلسوا في المعسكرات وأراضيهم محتلة من قبل مليشيات الجنجويد”.
ويعاني إقليم دارفور من اضطرابات أمنية وصراعات قبلية تغذيها المليشيات ذات التسليح العالي، ما يزيد عدد الضحايا، بينما تُلاحق قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير (حميدتي) اتهامات بدعم هذه المليشيات المنفلتة.
وتوسعت في الآونة الأخيرة أنشطة المليشيات المسلحة التي تمارس جرائم القتل والاغتصاب والنهب، في دارفور، بينما تعجز السلطات الأمنية عن وضع حد لها، بالقبض على المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.
المصدر: الديمقراطي