أعلن مجلس الأمن الدولي، الجمعة، تمديد المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان لستة أشهر.
وجاء هذا القرار بعدما اتهم قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، المبعوث الأممي، فولكر بيرتيس، بالإسهام في تأجيج النزاع.
ويوضح القرار الذي جاء مقتضبا أن مجلس الأمن وافق بالإجماع تمديد تفويض “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان” حتى الثالث من ديسمبر 2023.
ويعكس اقتصار تمديد التفويض على هذه المدة القصيرة مدى دقة الأوضاع في البلاد.
ويدعو القرار، الذي تم تبنيه الجمعة، الأمين العام إلى مواصلة تقديم تقارير بشأن المهمة في السودان كل ثلاثة أشهر. ويتوقع أن يصدر التقرير المقبل، في 30 أغسطس.
وفي أواخر مايو، اتهم البرهان، مبعوث الأمم المتحدة بيرتيس، بالمساهمة بسلوكه “المنحاز” وأسلوبه “المضلل” في اندلاع النزاع الدامي، في منتصف أبريل، بين الجيش بقيادته من جانب، وبين قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي” من جانب آخر.
وقال البرهان، بحسب نص الرسالة التي نشرت الأحد، إن المبعوث الدولي الخاص مارس في تقاريره “تضليلا وتدليسا بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري”.
وأضاف أنه “أصر على فرضه الاتفاق بوسائل وأساليب غير أمينة رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات”، فأفضى ذلك إلى “ما حدث من تمرد ومواجهات عسكرية”.
واعتبر أن “حميدتي” ما كان أقدم على ما أقدم عليه “لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى”، بينها المبعوث الدولي، وفقا للبرهان.
كما اتهم بيرتيس بعدم احترام واجب “الحياد وعدم الانحياز واحترام سيادة الدول”، معتبرا أنه صار “طرفا وليس مسهّلا أو وسيطا”.
ومن جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيرش، إنه “صدم بالرسالة”، مضيفا أنه “فخور بالعمل الذي قام به بيرتيس ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص”، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك.
كما أعربت الخارجية الأميركية حينها عن “دعمها القوي” لبيرتيس، مشيرة إلى “قلقها” من رسالة البرهان التي دعا فيه إلى استقالة المسؤول الأممي.
جاءت مطالب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للأمم المتحدة بـ”استبدال المبعوث الأممي للسودان”، لتثير التساؤلات حول مدى قانونية ذلك، فيما يكشف خبير بالقانون الدولي أبعاد وتداعيات الطلب.
وبيريتس الذي كان متواجدا في نيويورك عندما اتهمه البرهان بتأجيج النزاع، يتوقع أن يعود “إلى المنطقة” في الأيام المقبلة. وهو سيزور أديس أبابا للقاء مسؤولين في الاتحاد الأفريقي، وفق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق.
وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس” أنشئت، في يونيو عام 2020، لدعم العملية الديمقراطية الانتقالية بعد نحو عام على إطاحة الدكتاتور، عمر البشير، ومذاك كان يتم تجديد تفويضها سنويا لمدة عام.
المصدر: الحرة