كثير هو الكلام عن مبادرة الخليفة الطيب الجد ود بدر ، وقد تباينت المواقف مابين اتساع دائرة التأييد يوما بعد يوم بحسب مايصفها الداعمون ، وتحفظات البعض على المبادرة ووصفهم لها بوسيلة السلطة التى لجات إليها للخروج من ازمتها وليس تخليص البلد من مشاكلها كما يدعى القائلون بذلك.
ومن المهم جدا التأكيد على أن الموضوعية مطلوبة من الجميع ، ويلزم ان يتحلى بها قارئ المبادرة ومن يريد تقييمها مؤيدين ومخالفين ، وغنى عن القول أن الشطط والغلو يفسدان اى شيئ ، ويمنعان من الوصول إلى نتائج مقبولة عند التقييم والدراسة.
مبادرة الشيخ الخليفة الطيب الجد كغيرها من المبادرات لقيت قبولا ورفضا ، تاييدا ومعارضة ، مواقف إيجابية وآخرى سلبية تجاهها ، داعمين ورافضين ، والجميع مطلوب منهم الموضوعية والابتعاد عن الشطط فى تقييمهم لهذه المبادرة كما قلنا ، ونستعرض بعض المواقف المعارضة والمساندة للمبادرة ، وسيعرف البعض هل كان التقييم موضوعيا ام لا ، وهل كان التأييد مشتطا وغاليا ام لا.
ممن كانوا عنيفين على المبادرة ، بل واعتبرهم البعض غير منطقيين فى انتقادهم لها الأمين العام لحزب الأمة جناح الدكتور الصادق الهادى المهدى الاستاذ الريح محمد عباس الذى قال إن مبادرة نداء أهل السودان إفتقدت الحيادية وعبرت عن رؤية المؤتمر الوطني ، وقال الريح أن مبادرة نداء أهل السودان طابعها أحادي ومثلت أطرافآ لا خلاف بينهم ، وأكد الريح ان الشيخ ود بدر محل احترام وتقدير عندهم ، وهذا لايعنى عدم انتقاد المبادرة وتقديم الملاحظات عليها وأضاف :
أولآ _ المبادرة تفتقد التنظيم الدقيق بحيث أنها كانت عبارة عن مهرجان
ثانيآ_ إفتقدت المبادرة الحيادية وعبرت عن رؤية حزب المؤتمر الوطني
ثالثآ_ أقصت المبادرة أطرافآ أساسية في الأحزاب السياسية والكيانات الشبابية والمرأة فكان طابعها أحادي ومثلت أطرافآ لا خلاف بينهم فمع من تسعي المبادرة للحوار هل تحاور نفسها؟
رابعا_ أثرت المبادرة تأثيرها سلبيآ على وحدة المجتمع السوداني مما أدى إلى إنتقادها من عدد كبير من الأطراف وخير مثال على ذلك بيان السيد الحسن المرغني كجزء من الحزب الإتحادي الموقع على المبادرة نفسها
خامسآ_ إننا نعتبر هذه المبادرة كغيرها من المبادرات التي لم تحظ بإجماع وطني مما يعبر أنها ولدت ضعيفة ولا تختلف عن سابقاتها في المحتوى عدا الزخم الإعلامي الكبير
ختامآ_ أناشد كل الوطنيين من أبناء الشعب السوداني على تقديم المصلحة الوطنية وإعلاء قيم الحوار وصولآ إلى فترة إنتقالية تحظى بإجماع وطني وتقود في نهاية المطاف إلى دستور دائم وانتخابات حرة ونزيهة.
وممن ايدوا المبادرة الدكتور عمر كابو الذى كتب :
حين تتأمل مفردات مبادرة نداء أهل السودان بمحاورها المختلفة من حوار يشمل كافة مكونات المجتمع السوداني وفترة انتقالية لا تزيد عن عام ونصف والاتفاق علي رؤية موحدة لادارة ماتبقي من فترة انتقالية ثم تكوين حكومة وطنية مستقلة همها الأول والأخير معاش الناس وحفظ الأمن والإعداد للانتخابات تدرك لماذا التف حولها كل الشعب تأييداً وتشجيعاً ومؤازرة؟
ثم تنتبه لماذا رفضها خونة وعملاء ولئام اليساريين؟!
هاهو الإتحاد الافريقي يسارع بإعلان تأييده المطلق ومباركته لها من باب حرصه علي أمن البلاد وسلامته٠
من أسف يصر اليسار أن يبحث عن مصلحته حتي ولو كانت علي حساب تعاسة المواطن السوداني المغلوب علي أمره٠
من جهته قال الشيخ الطيب الجد إن الفكرة كانت في البداية مبادرة لكن توسعت لكي تكون نداءً لجمع كل المبادرات المطروحة لحل الأزمة السياسية الراهنة.
ودعا الشيخ الجد جميع الفرقاء السودانيين للاتفاف حول النداء لإيجاد مخرج للمأزق الذي تمر به البلاد.
وحول تعرض المبادرة لهجوم واتهامات رد قائلاً: (الجمل ماشي والكلب ينبح.. وما شغالين بيهم وخليهم يقولوا، وفي واحدين بقولوا نحن كيزان وواحدين بقولوا مؤتمر وطني، فنحن لا مع هذا ولا ذاك، وغرضنا الوحيد البلد دي والإسلام.
رئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة نداء أهل السودان، الشيخ هاشم الشيخ قريب الله قال إنهم حريصون على مشاركة كل الفرقاء السودانيين، بما فيهم الحزب الشيوعي ومركزي الحرية والتغيير، لافتا إلى أن مبادرة أهل السودان تقف على مسافة واحدة من الجميع .
هذه بعض المواقف مساندة ومعارضة للمبادرة ، والمطلوب ليس بالضرورة أن يتفق الجميع حولها وإنما ان يكونوا موضوعيين فى دعمهم ومساندتهم او رفضهم ومعارضتهم لها ، وهذا هو المطلوب.
سليمان منصور