أخبار السودان :
مبادرة الحزام والطريق تزيد القلق الامريكي
تحدثنا من قبل عن توجه الصين الواضح والقوي للتمدد في أسواق كبيرة ومهمة بأفريقيا واسيا وأوروبا تمهيدا لإكمال السيطرة على اقتصاد العالم في او قبل العام 2050.
وتحدثنا عن السعي الأمريكي لمناهضة التوجه الصيني والبحث عن طرق توفر للعديد من الدول بديلا يقوم مقام التحالف مع الصين ، وعرفنا صعوبة ذلك خاصة في ظل الصرف الكبير جدا للصين على مشروعها ، وايضا عرضنا لمشروع طريق التوابل والبهارات الذي طرحته الهند كمشروع يحتاج إلى الدعم وتبناه الرئيس بايدن في اجتماع قمة العشرين بنيودلهي والاعلان عن قيام شراكة امريكية أوروبية هندية خليجية إسرائيلية تهدف إلى قطع الطريق امام مشروع الصين الاقتصادي الكبير.
ونقول ان القلق الامريكي الإسرائيلي كبير من البعد الاقتصادي في مبادرة الطريق والحزام التي تكرس لسيطرة الصين على التجارة العالمية او على الاقل جزءا كبيرا منها ، وما يزيد القلق والتوتر الأميركي الإسرائيلي ضخامة المشروعات المكونة لمبادرة الصين. ، أيضا تخشي أمريكا وإسرائيل بشدة من آثار الحراك الصيني وانعكاسات المشروع المحتملة على مضاعفة قدرات الصين الاقتصادية وعلى تعميق شراكة الصين الاقتصادية مع الدول الآسيوية والأفريقية والأوروبية، ولما لذلك من تأثيرات سلبية محتملة على دور الولايات المتحدة الأميركية ومصالحها في هذه القارات، وعلى مكانتها العالمية، وعلى دور “إسرائيل” الاقتصادي ومكانتها العالمية كمركز غربي متقدم في مجالات الإبداع والتكنولوجيا.
كما أن أمريكا وإسرائيل وغيرها يعرفون جيدا ان هذه المبادرة سوف تمكن الصين من التوسع في مجالات حيوية واستراتيجية تؤثر في العديد من مؤشرات الأمان الإستراتيجي الإقليمي والدولي ومعدلاته ، وقد تمكنها من نسج شراكات وتحالفات إستراتيجية تغير من خرائط الشراكات والتحالفات الإستراتيجية التي نسجت بعد الحرب العالمية الثانية، وتعززت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والتي مكّنت أميركا من التربع على منصة قيادة المنظومة الدولية، وقد يؤثر ذلك بشكل كبير في مكانة “إسرائيل” ودورها كـ”دولة” وظيفية تضطلع بأدوار إستراتيجية لمصلحة المنظومة الغربية تحت قيادة أميركا ولمصلحة الصهيونية على اختلاف عناوينها الدينية وتمثلاتها الحركية.
سليمان منصور