أخبار السودان :
ما بين بيانى الجيش والدعم السريع
حيرة سيطرت على الكثيرين ، من تباين المواقف ، او لنقل تعارض البيانات الصادرة عن الجيش من جهة والدعم السريع من جهة أخرى ، وذلك بخصوص ما تشهده الساحة من تطورات متسارعة ، خصوصا بعد دخول قوات كبيرة من الدعم السريع إلى مدينة مروى ، ومحاولتها الاستقرار هناك ، على الرغم من رفض الجيش للخطوة ، واعتباره ان تحركات الدعم السريع تتم بدون تنسيق معه ، مما يمكن أن يعطى البعض مبررا للقول أن قوات الدعم السريع غير منصاعة للاوامر ، وهذا هو الوصف المهذب للتمرد مما يجعل الصدام بين القوتين واردا وهو ما سوف ينعكس سلبا على المواطنين فى عموم البلد وليس فقط القريبين من دائرة المواجهة المباشرة ، على الرغم من ذلك ما زال الهدوء هو المسيطر على القيادات فى الجانبين ونتمنى أن يصل الجميع الى حل يجنب البلد الانزلاق الى الهاوية.
ووسط صمت رسمي، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، فيديو لوصول قوات من الدعم السريع لمدينة مروي في الولاية الشمالية.
من جهة آخرى قالت مصادر مطلعة إن القوات المسلحة أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة مروي في الولاية الشمالية إثر توترات أمنية مع الدعم السريع بالمنطقة.
وكان الجيش فى بيانه قد قال ان البلاد تمر بمنعطف تاريخي وخطير وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن.
وأكدت الناطق الرسمي باسم الجيش أن هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين ، وفاقم من المخاطر الأمنية ، وزاد من التوتر بين القوات النظامية.
وقال البيان إن محاولات القوات المسلحة لم تنقطع في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات وذلك حفاظا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس ، لأن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات يخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع وفيه تجاوز واضح للقانون ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية و الولائية واستمرارها سيؤدي حتما إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد.
وهذا الوصف هو التمرد بعينه ، وكأننا بتنا نرى الجبهتين تستعدان للحرب ، وان بيان الجيش هذا بمثابة إشعال الحريق.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان توضيحي إنها قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى في تحركاتها.
وأكدت أنها تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت.
إن التناقض الواضح بين البيانين يجعل من الصعب على الناس معرفة الحقيقة ويظل الخوف من نشوب صدام بين القوى العسكرية يظل هذا الخوف هو المسيطر على نفوس الناس.
سليمان منصور