ماذا يريد ماكرون من أفريقيا؟
فى حملته الانتخابية طرح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون انه سوف يسعى فى الدورة الرئاسية الثانية إلى تطوير علاقات فرنسا بافريقيا ومعالجة ما اعتبرها أزمات طارئة بين بلده وبعض البلدان الأفريقية ما كان ينبغى لها أن تحدث اصلا وحتى عند حدوثها ما كان لها أن تستمر كل هذا الوقت ، والمعروف ان علاقة فرنسا قد تدهورت ببعض الأفارقة والتوتر كان واضحا فى بعض المواقف التى اعتبرتها فرنسا قاسية بحقها وغير متوقعة كمنع الطيران العسكرى الفرنسى من التحليق فى الأجواء الجزائرية ، وطلب باماكو من الجنود الفرنسيين مغادرة البلد والغاء قرار فرنسى قديم وكان معمولا به بمنع الطيران العسكرى لبعض البلدان من التحليق فى محيط القواعد العسكرية الفرنسية الا بإذن باريس مما اعتبر استفزازا وشكل من اشكال الاستعمار ، هذا غير احتكار فرنسا طباعة العملة الوطنية لعدد من الدول الأفريقية ، فضلا عن السرقات المنظمة لخيرات القارة من قبل الفرنسيين.
الرئيس ماكرون وبعد ثلاثة أشهر على إعادة انتخابه يعود إلى أفريقيا ويزور الكاميرون ، ذات الوزن الكبير في وسط القارة علاوة على انها طوّرت في السنوات القريبة علاقات سياسية واقتصادية مع الصين وروسيا وألمانيا ، ويزور ماكرون أيضا بينين التي تواجه تحديات أمنية في منطقة الساحل ، وغينيا بيساو.
الرئاسة الفرنسية اعلنت إنّ الرحلة تستغرق 4 أيام ، وسوف تسمح للرئيس بإعادة تأكيد “التزامه عملية تجديد علاقة بلاده بأفريقيا
ورأى الاليزية ان هذه أول زيارة للرئيس خارج أوروبا منذ إعادة انتخابه مما يؤكد الأولوية السياسية الممنوحة للقارة الأفريقية.
ويأتي ذلك بعد إعلان ماكرون، الأسبوع الماضي، عزمه على “إعادة النظر في حلول الخريف في مجمل” الترتيبات العسكرية الفرنسية “في القارة الأفريقية”، فيما تستكمل قوة “برخان” خروجها من مالي.
إن الأفارقة قد انتبهوا مؤخرا وسعوا بجد لتنظيم أنفسهم والوقوف فى وجه فرنسا ومنعها من استقلال مواردهم ، ولم تفلح محاولات ماكرون حمل الأفارقة على الرضوخ لفرنسا كما كان سابقا لذا احس الرجل ومعه عديد الساسة الفرنسيين من مختلف التوجهات والتيارات سعوا إلى محاولة احتواء أفريقيا ومنع الراى الذى يذهب فى طريق الوقوف بوجه فرنسا او على الاقل التعامل معها بندية ، وتاتى جولة ماكرون الى أفريقيا فى هذا السياق.
ومن الأفضل للأفارقة الانعتاق من التبعية لفرنسا او غيرها وليعملوا معا على حماية مواردهم من السرقة ورفض السياسات الاستعمارية التى ترغب فرنسا فى استمرارها دون مراعاة لحقوق الأفارقة فى بعد تام عن القيم والمبادئ.
سليمان منصور